إصابات الرياضات الإلكترونية: مابين الحقائق المؤلمة وتجاهل المنظمات
نعم، إصابات الرياضات الإلكترونية هي واقع يعيشه الكثير من اللاعبين حول العالم لكنها لم تصنع مكاناً لها في العناوين الرئيسية طيلة فترة تواجد هذه المنافسات الرقمية في وقتنا الحديث. قد لا يكون الأمر بخطورة تمزق أربطة لاعبي الكرة القدم، أو كإصابة وخلع الكتف للاعبي كرة السلة، لكن الأمر حتماً يؤثر سلباً على أداء اللاعبين المحترفين ، وعلى ممولي الفرق وداعميها البدء باعتبار ذلك.
في عام 2011 لاحظ اللاعب المعروف آنذاك Shawn “Sheth” Simon بأنه بدء بلعب مباريات أقصر مدة في لعبة StarCraft. لم يعتد اللاعب المحترف على ذلك من قبل، لكنه اضطر لفعل ذلك لعدم تحمله ضغط مباريات الأربعين دقيقة بعد الآن. عدم الراحة في معصمه قد وصل إلى حد الأزعاج، وبعد أن قام Sheth بتغيير عادات لعبه للعديد من المرات وصل إلى النتيجة المؤلمة وهي أنه لا يستطيع التنافس بعد الآن بسبب ما حل به.
“لاحظت بأن شيئاً ما قد أصبح يزعجني بطريقة غريبة في معصمي. لقد قررت حينها بأن أحاول استكشاف مايجري. على مايبدو، كل ما قمت بلعب مباريات أطول كل ما كان الألم أكبر ليداي، لذا أصبحت ألعب مباريات أقصر دون أن أعي ذلك. لقد رأيت طبيباً لمشكلتي عندما لاحظتها، بل ذهبت إلى أكثر من طبيب لفترات متواصلة. حالياً يبدو أنهم اتفقوا على أن الأمر متعلق بالدماع، لكنني لست متأكداً. لم أتخيل بأن تبقني الإصابة بعيداً عن اللعبة لفترة طويلة، لكن ذلك لم يكن الحال”
بحلول عام 2013 تخلى Sheth تماماً عن اللعب التنافسي على الرغم من تعلقه باللعبة، ومنذ ذلك الحين لم يعد لها لعلمه بأن أي مباراة يقوم بلعبها ستصبح تلقائياً منافسة بالنسبة له مما يجعله يجهد نفسه مجدداً. تعد لعبة StarCraft الاستراتيجية من أكثر الألعاب تطلباً للحركة في ساحة المنافسات ككل، ففي المتوسط يقوم اللاعب المحترف بالقيام ب 150 حركة كل دقيقة من ضغطات لوحة مفاتيح وفأرة التحكم. الضغط الكبير الذي يضعه هؤلاء المحترفون على معاصمهم يمكن مقارنته بما يفعله ضاربو ال “بيسبول” على نحو متكرر. قم بضرب 150 حركة بأربعين دقيقة وعندها يمكنك تخيل قوة التحمل الكبيرة المطلوبة في مباراة واحدة من اليدين البشرية لهؤلاء اللاعبين.
Simon ليس من الحالات نادرة الحصول، بل هو مجرد مثال شهير يخبرنا بمدى الضرر الذي قد يصيب محترفي الرياضات الإلكترونية ويمنعهم من ممارسة هوايتهم التي تحولت بشكل أو بآخر إلى عملهم الخاص؛ انتظار المنافسات على مدار السنة والتدرب لها لساعات يومياً من أجل فرصة في الحصول على جزء من تلك المبالغ الخيالية التي تقارن بربح ورقة يانصيب محظوظة وتحقيق كل أحلامك.
لا توجد حالياً أية ضمانات صحية للاعبين المحترفين أو دعم طبي من قبل ممولي الفرق وداعميها. مع بدء العديد من الجهات الحكومية وغيرها في عدة بقاع في العالم باعتبار الرياضات الإلكترونية كنوع من الرياضات الحقيقية مثلها كمثل الشطرنج فإنه فقط من المنصف بأن يحصل اللاعبون على ضمانات خاصة بصحتهم تضمن لهم عدم فقدان القدرة على اللعب وممارسة المنافسات ضمن ظروف سليمة تضمن راحتهم.