كيف تحدث الإنتقالات في عالم الرياضات الإلكترونية
البيع، الشراء، والإستحواذ
عادةً ما يتم ربط كلمة سوق الإنتقالات برياضات مثل كرة القدم وكرة السلة وغيرها. ولكن مع النهضة القوية التي شهدتها الرياضات الإلكترونية في السنوات الأخيرة، أصبح لديها سوق وقوانين خاصة بها في ما يخص هذا الموضوع الكبير. نقول في السنوات الأخيرة لأنه لو عدت 11 سنة إلى الوراء ستجد بأن الرياضات الإلكترونية هي مجرد قطاع صغير محصور بمجموعة من الناس التي تستخدم جوائز البطولات المحلية الصغيرة كمدخول أساسي فيه. لم يكن هناك بطولات بحجم Worlds أو The International أو حتى دوري Overwatch، وبالتالي لم يكن هناك فرق وتعاقدات أو إنتقالات من أي نوع.
هذا الأمر تغير الأن فقد أصبح هناك فرق وسوق للإنتقالات في أغلبية الألعاب تتداخل فيه عوامل عدة لتحديد قيمة اللاعب. ويتم إدارته من قبل قوانين يضعها المطور أو الناشر للعبة. ولكن كيف تحدث هذه الإنتقالات وما هي الأمور التي يجب أخذها بيعن الإعتبار في هذا الموضوع؟
قوانين الناشر المرتبطة بموضوع الإنتقالات
القوانين التي يتم وضعها من قبل الناشر هي أول عامل يجب أخذه بعين الإعتبار من قبل أي فريق أو نادي إلكتروني. فهذه القوانين تحدد الفترة التي يسمح بها للفرق بأن يقوموا بضم اللاعبين أو بالدخول في محادثات معهم. كما أنها تحدد الشروط التي تحكم هذه المحادثات لتجنب أي أمر قد ينعكس سلباً على المشهد الإحترافي في اللعبة ولضمان سلامة اللاعبين.
هذه القوانين تختلف بين لعبة وأخرى، ففي لعبة ليج أوف ليجيندز مثلاً يمنع اللاعبون من إقناع لاعبين أخرين بالإنضمام لفريق معين ويتم فتح سوق الإنتقالات في فترة معينة حيث تبدأ الفترة الأولى بعد إنتهاء الموسم الإحترافي السنوي بينما تجري الثانية بعد إنتهاء الـ Split الأول من كل موسم. بعد أن يقوم الفريق بالإتفاق مع أي لاعب، عليهم الإنتظار حتى يحصلوا على موافقة من ريوت جيمز كي يصبح اللاعب عضو رسمي في فريقهم.
أما في لعبة Overwatch، فيجري سوق الإنتقالات (في السنوات العادية التي تخلو من وباء عالمي) في الفترة الممتدة من سبتمبر إلى نوفمبر فقط. وتشير قوانين الدوري على أن يكون لدى كل فريق 8 لاعبين بمجرد إنتهاء السوق كي يتمكنوا من المشاركة بنسخة العام المقبل. قد يكون هناك شروط تتعلق بالأجور ولكن معظم الألعاب لا تعلن عن هذه الأمور. بالنسبة لدوتا 2، ليس هناك سوق إنتقالات رسمي ولكن يتم معاقبة الفرق التي تقوم بتغيير لاعبيها في فترة الموسم.
عملية المفاوضات لضم اللاعبين
تتغير المقاربة لهذا الموضوع مع تغير الفريق وإدارته ولكن في معظم الأحيان ستكون المراحل الأولى من هذه العملية عبارة عن حوار بين المدربين أو المدراء بين فريق وأخر. فالمدير الجيد هو الذي يسعى لتحسين فريقه بشكل مستمر وفي أي فترة ممكنة، دون أن يخرب علاقته مع الفرق الأخرى. بمجرد إنتهاء هذه المحادثات، سيتمكن الفريق من التفاوض مع اللاعب لضمه.
المفاوضات مع اللاعبين في عالم الرياضات الإلكترونية هو أمر مزعج نوعاً ما بسبب كثرة المواقع التي تسرب أي دردشة أو أي إجتماع قد يحصل بين طرف أو أخر. بالإضافة إلى ذلك من الصعب تقدير مهارات اللاعب وعطائه بسبب كثرة المعطيات المتغيرة في هذا الموضوع. فالعمر مثلاً لا يعكس مهارة اللاعب الحقيقية وقد لا يكون دليل على تراجع مستواه. هذا الأمر يجبر الفرق على دفع مبالغ ضخمة على الأسماء الكبيرة بسبب تعلق الجماهير بهم وبإنجازاتهم مثل أسطورة دوتا 2 Dendi الذي إستمر مع Navi لفترة طويلة بالرغم من تراجع أدائه بشكل كبير على مر السنين.
كيف يتم تقدير قيمة اللاعب إذاً؟
إلى جانب أداء اللاعبين في فترة الموسم ونتائجهم، هناك مجموعة من العوامل التي تتداخل في موضوع تحديد قيمتهم في سوق الإنتقالات. هذه الأمور تتضمن مدة عقد اللاعب الحالي، أجره المتوقع وفي بعض الأحيان المنطقة التي يلعب فيها. فقد عرفت الفرق الأمريكية بأجور لاعبيها العالية التي تصل إلى 40 ألف دولار بحسب قول Shroud بينما تقدم مناطق أخرى مثل جنوب شرق أسيا أجور متواضعة نسبياً. كما أن شهرة اللعبة وضخامة جوائزها هما عمِلان مؤثران في هذا الموضوع.
شراء الفرق
قد تكون هذه نقطة الإختلاف الأكبر بين الرياضات الإلكترونية وغيرها بسبب كثرة حدوث هذا الأمر والطريقة التي يحدث فيها. فشراء فريق كرة قدم بأكمله من قبل فريق أخر هو أمر من الصعب جداً حصوله. ولكنه أمر شبه إعتيادي في عالم CSGO والإنتقالات التي تجري فيها. هذا الأمر يحدث لأسباب عدة مثل رغبة نادي ما في الدخول إلى لعبة معينة دون الحاجة لبناء فريق من الصفر والدخول بمناقشات فردية في فترة سوق الإنتقالات. لذا يقومون بشراء فريق لا يملك رعاة أو يعاني إقتصادياً بالرغم من مهارة لاعبيه. أو رغبة فريق بالإنتقال من منطقة إلى منطقة أخرى. هذا الأمر يحدث بشكل كبير مؤخراً في ألعاب Valve حيث تتوجه الفرق الكبيرة من أمريكا إلى أوروبا بسبب حدة المنافسة هناك.
فرق الأكاديمية
ما زال موضوع فرق الأكاديمية قيد التطوير في معظم الألعاب. فبالرغم من وجود دوري مخصص لفرق الأكاديمية في ثلاث من مناطق ليج أوف ليجيندز وفي الصين في دوتا 2، إلا أن معظم الألعاب لا تتبع هذا النظام وتستبدله بفرق ذات دخل متوسط أو منخفض تقوم بجلب المواهب وتطويرها قبل أن تنتقل للفرق الكبيرة بمبالغ ضخمة. ولكن هذا الأمر إلى جانب مجموعة من الأمور الأخرى كالنقابات وتمثيل اللاعبين ما زالوا قيد التطوير والدراسة في قطاع يتطور بوتيرة أسرع يوماً بعد يوم.