إرسال مدمن كاونتر-سترايك إلى مصح إعادة تأهيل في الصحراء!
“جوش” هو فتى أمريكي اعتيادي يبلغ من العمر 14 عاماً، لكنه يمتلك شيئاً يفرقه عن الشباب الآخرين في سنه ألا وهو حبه الكبير للعبة “كاونتر-سترايك” المعروفة بأحدث أجزائها CS: GO. حياة هذا الصبي قُلبت رأساً على عقب باكراً هذا الشهر، وذلك حينما أنهى عيش تجربة لم تكن في الحسبان
تم اختطاف الشاب من مقاطعة Michigan الأميركية من منزله في منتصف الليل وأخذه إلى الصحراء، لكن المختطفين لم يكونوا مجرمين.. بل كانوا والداه في الحقيقة. في الحلقة الجديدة من برنامج 20/20 لتلفزيون abc الأميركي المعروف تم استعراض حالة Josh والتي أجبرت والداه على إجباره على دخول برنامج لإعادة تأهيله مما وصفوه ب”إدمان كاونتر-سترايك” وذلك في صحراء Utah الأميركية.
لا نستطيع تماماً لوم رد الفعل المتطرف لوالدي الصبي، فقد اعتاد اللعب حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والنوم حتى ظهر اليوم التالي ليضع ما يقارب 60 ساعة كل أسبوع داخل Counter-Strike: Global Offensive وألعاب أخرى متفرقة على حاسبه الشخصي، ممضياً ما يقارب 12 ساعة في اليوم الواحد أمام شاشته المضيئة.
“حينما أخذنا حاسبه بعيداً، كانت هنالك مشاكل عدة مع تصرفاته” تحدثت الأم، بينما أدعى Josh بأن والدته كانت تبالغ ولطالما خشيت ردة فعله.
أجرى الأطباء صورة fMRI شعاعية لتفحص دماغ الصبي لقياس نشاطه العصبي والذي بدى متأثراً ب “تغييرات دماغية بسبب اللعب المكثف” قبل أن يتم جره من منزله في منتصف الليل ووضعه على طائرة متجهة إلى مدينة Salt Lake حيث تم لاحقاً قيادته إلى مركز صحراوي لإعادة التأهيل حيث سيكون بعيداً عن كافة أشكال التكنولوجيا.
“إنه لمن الغبي أن يحصل ذلك. أقوم بلعب ألعاب الفيديو ومن ثم يتوجب عليي الذهاب للمصحة بسبب ذلك” تحدث Josh. “فتاي كان متأثراً جداً، وأصبح يقول بأنه لا يرغب بالذهاب وبأنه يريد رؤية والدته” علق والد الصبي.
أمضى Josh ما يقارب الشهرين في صحارى Utah مع دروس تأديبية والعمل على موازنة الوقت أثناء رحلته هذه. عند عودته إلى منزله تم إجراء صورة أخرى لنشاطه الدماغي لتظهر التحسن الكبير الذي حصل عليه الصبي خلال فترته بعيداً عن CS: GO.
تضمنت حلقة البرنامج أيضاً فتاة شابة مدمنة على هاتفها الذكي، رجل بالغ مهووس بمنصات ألعاب الفيديو، وطفل صغير مولع بلعبة Minecraft. جميعهم أظهروا تحسناً ملحوظاً حينما تم عزلهم عن مصادر التسلية الرقمية هذه وإعادتهم إلى العالم الواقعي في رحلة مشابهة.
على الرغم من أن برنامج ABC يهدف للحث على عدم التعلق بالتكنولوجيا لدرجة الإدمان إلا أنه أيضاً تسبب في إظهار العديد من الأشياء بشكل سلبي، كأصوات أسلحة اللعبة والتي تم استبدالها بأصوات مسدسات حقيقية للإيحاء للمشاهد بأن CS: GO لعبة واقعية عنيفة تبعد عن أن تكون تسلية لا ضرر فيها. قد يتسبب ذلك في تعزيز روايات “ألعاب الفيديو سيئة” التي شاهدناها مراراً وتكراراً، والتي لطالما تمسك بها الأهل حول العالم لمحاربة حب أولادهم لهذا النوع من إمضاء الوقت.
يبقى مفتاح الحياة الصحية هو الموازنة، وإدمان ألعاب الفيديو لا يختلف مطلقاً عن إدمان أي شيء آخر يتم فعله لفترات زمنية تزيد عن الطبيعية. “لن نستطيع تغيير سلوك الأشخاص عبر إشعارهم بالأسى وإجبارهم على التغيير” تحدث أحد مطوري الألعاب في مقابلة عن قصة Josh، مشيراً إلى أن الصبي قد اعتاد اللعب لفترات مطولة كشكل من أشكال الهروب من الواقع، ليكون المسبب الحقيقي لما جرى هو في محيط هذا الشاب الصغير وهو ما دفعه لاستخدام CS: GO للتعامل مع ذلك.