سلسلة ألعاب التصويب العريقة Call of Duty تعتبر من أبرز سلسلات الألعاب في الساحة فحيث إنطلقت هذه السلسلة في أول إصدار لها تحت عنوان Call of Duty منذ إحد عشر سنة ماضية وبالتحديد في 13 مارس 2003 على الحاسب الشخصي.
ومن هذا التاريخ بدأت القاعدة الجماهرية للعبة في الإتساع وجلب العديد العديد من اللاعبين وأصبحت السلسلة تتحصل على إصدرا جديد سنوياً نظراً للإقبال المكثقف عليها و بالتالي مرابيح شركة Activision تزداد وتزداد وهذا ماجلعها تدعم مطوري سلسلة ماديا ومعنويا من أجل الإستمرار في تطوير وتقديم الأجزاء الجديدة من السلسلة والتي قد لاتكون لها نهاية أصلاً.
+ سيناريو القصّة دراماتيكي
+ أداء تمثيلي رائع
+ تجديد أسلوب اللعب
+ ثراء وتنوع المحتوى
+ نقلة نوعية من حيث الرسوميات
+ إستقرار على مستوى الأداء
– التركيز على شيء ونسيان شيء
– خطية المهام
– ذكاء إصطناعي سيء
وصلنا اليوم إلى سنة 2014 وبذلك شهدنا إصدار جزء جديد من السلسلة تحت عنوان Call of Duty: Advanced Warfare والذي يعتبر الجزء 11 والرئيسي من السلسلة والصادر في 4 نوفمبر الحالي من قبل أستوديوهات تطوير حديثة العهد المسماة بـ Sledgehammer Games وهو الأستوديو الثالث برفقة Infinity Ward و Treyarch.
هذا الإصدار الحديث العهد متوفر على أجهزة الجيل السابق اكس بوكس 360 و بلاي ستيشن 3 وأجهزة الجيل الحالي اكس بوكس ون و بلاي ستيشن 4 بالإضافة إلى الحاسب الشخصي (PC/XboxOne/PS4/PS3/Xbox360)، ولقد قمنا بتجربة نسخة الجيل الجديد على جهاز الحاسب الشخصي لتكون مراجعتنا لهذه اللعبة مبنية على هذا الإختيار.
“القوّة تغير كل شيء“: تعريف مثالي للمغامرة
عام 2054 هو التاريخ التي تجري فيه أحداث هذا الجزء، ففي ضل وجوج منظمة إرهابية تعرف بأسم (KVA) الساعية لتدمير المفاعلات النووية للبلدان المتقدمة بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية فلقد تم تدمير البنية التحتية في العديد من الدول وعجز الجيش الوطني عن التصدي لهذه المنظمة الإرهابية، هذه الظروف أدّت إلى بروز شركات عسكرية خاصّة غير حكومية وعلي رأسهم شركة (PMCs) التي بعد فترة وجيزة أصبحت تتحكم عن العديد من البلدان حول العالم نظراً لقوَّة قدراتها العكسرية.
اللاعب سوف يتقمس شخصية جاك ميتشيل (Jack Mitchell) الذي يعتبر جندي بحرية أمريكي سابق قد فقد يده اليسرى أثناء محاولة إنقاذ صديقه من الموت في معركة بعاصمة كوريا الجنوبية سيؤول و للأسف بطلنا فقد كل من يده اليسرى وصديقه أيضا. هذا الأخير هو إبن مؤسس شركة أطلس العسكرية (Atlas) الذي قام بتوظيف جاك ميتشيل من جديد بعد أن تم إعفاؤه من الخدمة العسكرية الأمريكية.
جوناثان أيرنس (Jonathan Irons) إستغل حنكة وخبرة جاك ميتشيل العسكرية وقام بصنع يد إصطناعية له ليحقق مصالح الشركة التي تتمثل في محاربة الإرهاب كما تزعم هذا الظاهر ولكن ماخفي كان أعظم، شركة أطلس تمتلك تقنيات متقدمة جداًّ من أجل إنجاز مهام خاصة، بعد إنجاز كم من مهمة يتم الإكتشاف بأنَّ جوناثان أيرنس هو الإرهاب بحد ذاته لذلك ستتغير مجريات أحداث القصة من جندي في صفوف منظمة أطلس إلى جندي يواجه هذه المنظمة سيمر بمواقف شيقة إلى حد ما، نحن لاننكر ذلك لكن اللعبة إفتقرت إلى لحظات تجعل اللاعب يشعر وكأنَّه هو المعني بالأمر ومواقف ملحمية تلغي شعور اللاعب على كونه يتحكم بمجرد شخصية إفتراضية لاأكثر ولاأقل.
أسلوب لعب ثري …. بدلة Exo كانت أفضل شيء
كما تعودنا عليه فإنَّ هذه الجزء الجديد مثله مثل للأجزاء السابقة يتسم بجوهر أسلوب اللعب لسلسلة Call of Duty وهذا سبب من إحدى أسباب نجاح هذه السلسلة التي تعتمد على أسلوب التصويب من منظور الشخص الأول الذي يسمح للاعب بإطلاق النار بشكل دقيق وكاأنَّه يطلق النار في العالم الحقيقي. بما أنَّ لعبة Call of Duty: Advanced Warfare تدور أحداثه في المستقبل البعيد فإنَّ اللاعب سيعيش حرب مستقبلية وبذلك فسوف يستعمل اللاعب أسلحة متقدمة وتكنولوجيا حديثة فبحيث أنَّ اللاعب سوف يتقمس شخصيات بشرية عادية ولكن مسلحين بأحدث العتاد.
اللاعب سيجد العديد من أسلحة حديثة التي بمقدوره استخدمها فى المعارك أيضًا يمكنه الحصول على أسلحة الأعداء وذخيرتهم بعد أن يقوم بقتلهم. قتل الأعداء يكون إما بالأسلحة النارية أو الليزرية أو بالقنابل التي ستكون مختلفة فمنها اليدوي ومنها التي ستكون في شكل جهاز تتبعي يتفجر تلقائيا عند ملامسته للهدف.
صحيح أنَّ الأسلحة دائما تكون أهم شيء في ألعاب التوصيب بما أنَّ هذا النوع من الألعاب يرتكز على إطلاق النار ولكن لعبة Call of Duty:Advanced Warfare قررت تقديم المزيد مع عدم الخروج عن المنطق فأثناء إنجاز المهام سيرى اللاعب في ساحة المعركة جنود نرتدي بدلات Exo وهي بدلة عالية التقنية تخول لمستخدمها التحرك بسرعة وأيضا من أجل شن هجوم أقوى والحماية أمتن.
هذه البدلة لها مزايا أخرى منها السماح للاعب بالقفز لمسافات أبعد أو أعلى ومن أجل غرض الإحتماء وتفادي إطلاق النار الموجهة له من قبل الأعداء حيث يمكن تغيير وجهته بسرعة لكي يبتعد عن مجال إطلاق النار بالإضافة إلى ذلك فهو قادر على ترقيتها بين مهمة ومهمة من خلال إستعمال النقاط التي تحصلت عليها عند إنجاز المهام المطلوبة منك في مرحلة من المرحلة لتصبح في الأخير أكثر قوة و نجاعة وتحقق متطلبات المعركة مع وجود قفزات لاصقة تسمح لك بتسلق الحائط.
اللعبة وفرت لنا نظام تغطية جديد حيث يمكننا أن نقوم بكسر أبواب السيارات لتكون درع حماية من الأعداء أو يمكننا الاختباء من العدو خلف السيَّارت والجدران إلخ … فى حالة إذا كنَّا نود أن نقوم بشحن ذخيرة السلاح أو الاسترخاء حتى نستعيد خط صحتنا بشكل ذاتي بعد أن أصبنا برصاصات العدو.
بالنسبة لنظام التصويب فهو شبيه بدرجة كبيرة بذلك الذي في Call of Duty: Black Ops 2 الذي يعتبر جيدا جدا ودقيق ولن يجد اللاعب أي إشكالية في إحكام سيطرته على السلاح أثناء إطلاق النار وسيتمكن من قتل الأعداء بسهولة تامة نظراً لإنعدام شبه تام لإرتداد الأسلحة.
نحن على دراية تامة بأنَّ إصدارات سلسلة Call of Duty لاتقتصر فقط بنمط اللعب الفردي لذلك هذا الإصدار بدوره فنجد نمط اللعب الجماعي (Multiplayer) الذي ظهر بشكل جديد، فهذا الجزء الحديث العهد ممالاشك فيه يحتوى على تغييرات، تعديلات، تحسيينات واضافات على مستوى هذا النمط مثله مثل بقية الأجزاء السابقة من السلسلة، لكن في هذا الإصدار شهدنا أشياء إيجابية بالمرَّة من هذه النواحي.
فمثلا إضافة بدلة Exo لم تكن حكراً فقط في القصة الفردية بل تمت إضافتها لنمط اللعب الجماعي التي غيرت من مكيانكية اللعب ككل، فبواسطتها أصبحنا قادرين على القفز لمسافات أبعد، تفادي طلقات النارية للإعداء، تغيير وجهة وزاوية الرؤية بسرعة، الصعود إلى اماكن عالية دون الحاجة إلى سلم، هذه أساسيات بدلة Exo، ولكن هناك تعددية على مستوى هذه البدلة المتقدمة، فالافعال الذي ذكرناها لكم منذ وهلة فارطة هي أفعال مشتركة بين كل البدلات، فالمطورون قدموا بدلات متنوعة الأغراص فبإختلاف البدلة هناك فعل أو لنكون دقيقين في إعطاء العبارة نقول ميزة مختلفة تمتاز بها هذه البدلة على بقية بدلات أخرى، فمثلا نجد بدلة تعطينا سرعة أكثر في التحرك، اخرى تعطينا قدرة التخفي، اخرى تعطينا درع إلخ… هذه الميزات المختلفة والغير مشتركة بين البدلات لها فترة زمنية محددة أي انك على سبيل المثال لن تكون قادرا على الإختفاء كامل الجولة وهذا شيء جيد لتحقيق التوازن وعدم تخريب اللعبة.
بدلة Exo أتت في وقتها غيرت كليا من أسلوب اللعب مع سهولة إستعمالها وكانت مفتاج نجاح لعبة Call of Duty: Advanced Warfare .
صحيح أنَّه ليس هناك الكثير الكثير من البدلات لكن على الأقل تعتبر متنوعة ويستطيع اللاعب إختيار واحدة تتماشى مع طريقة لعبه و متطلبات المعركة وهذا شيء فعلاً ممتاز. نجد إضافة أخرى، كالقدرة على التعديل على الشخصية من أسفل الساق إلى أعلى الرأس على مستوى الملابس فقط مع إمكانية تغيير الجنس، لون البشرة والوجه فقط.
بالتالي الشخصيات ستختلف في ساحة المعركة وهذا يضفي تنوع على مستوى المرئيات، طبعا لاننسى أّنه يمكنك الإطلاع على عتاد اللاعبين الآخرين لأخذ فكرة عن هذه الأشياء فلعلك تجد تعديل او تصميم يعجبك فتقوم بإقتباسه أو التحسين منه.
من جهة أخرى، نجد صندوق المؤن وهي عبارة على مكافأت في شكل صندوق تتحصل عليه بعد إنجاز الأهداف المطلوبة منك أنثاء الجولة وعندما تقوم بفتحه سوف تجد ما اسلحة معدلة، نقاط خبرة مضاعفة، ملابس الخ…
هذه المكتسبات واللوازم يمكنك بعيها وفي المقابل تتحصل على نقاط خبرة مما يزيد من رفع رتبك في اللعبة، وكلما كان الشيء الذي ستوقم ببعيه نادرًا كلما كانت نقاط الخبرة التي سوف تتحصل عليها في المقابل أكثر فأكثر.
للأسف قلة الأسلحة أدت إلى عدم وجود خيارات عدة للاعب ولكن في المقابل تمت اضافة خاصية الأسلحة المعدلة وهي في مثابة نسخ معدلة او متقدمة مقارنة بالنسخة الام من السلاح ، أي انك ستجد لسلاح واحد مجموعة مختلفة من النسخ منها ذو دقة أفضل، او ذو اهتزاز أقل إلخ…. لاننسى تعدد أطوار اللعب وخيارتها مع إختلاف الخرائط.
أمَّا بالنسبة لنمط اللعب التعاوني للبقاء على قيد الحياة فظهر بشكل عادي ولم تكن فيه الكثير من الإضافات أو التحسينات ولكن يكفي لتغيير الجوء وتقضية وقت ممتع مع الأصدقاء وسط لحظات صعبة جدًّا عند الوصول إلى جولات عالية.
إثنان لايختلفان في كون اللعبة تميزت بمحتوى غني ولكن في المقابل وجدنا بعض العيوب كغباء الذكاء الإصطناعي و خطية المهام وعدم وجود حرية مطلقا في طريقة تأدية المهمة المطلوبة منك، للأسف المطورون ركزوا على شيء ولم يعيروا أشياء أخرى أهمية التي كانت سبباً في إمتصاص تجربة كاملة ممتعة.
نقلة نوعية ممتازة من حيث الرسوميات:
نسخة الحاسب الشخصي وأجهزة الجيل الجديد تم تطويرها من قبل إستوديوهات Sledgehammer Games الذي إستعمل محرك تطوير جديد كليا حيث قدم لعبة بشكل مذهل من حيث المؤثرات البصرية والمرئيات ككل ولاننسى روعة المشاهد السينمائية وتجسيد الشخصيات التي ظهرت بشكل واقعي ومؤثر جدَّا، حتى أنَّ تجسيد البيئات الإفتراضية أشبه بالواقع ويعطى إنطباع قوى جدا لدى اللاعبين وكأنهم يشاهدون أفلام واقعية وليس مجرد مقاطع إفتراضة عادية من داخل لعبة إلكترونية.
فعلا رسوميات ظهرت بشكل ممتاز مقارنة بالإصدارات السابقة للسلسلة وهذا شيء ملفت للإنتباه صراحة بالإضافة إلى خرائط نمط اللعب الجماعي تميزت بتصاميم متنوعة ومقبولة مع وجود خرائط أحلى من أخرى من حيث الهندسة.
الصوتيات:
ليس هناك الكثير لقوله غير أنَّ المؤثرات السمعية كانت جيدة مع إفتقار اللعبة لأصوات مهبرة تشد مسامع اللاعب وتجعله يشعر وكأنه وسط ساحة معركة حقيقة، لاننسى أنَّه تم تأدية الأصوات بشكل جيد جدا من جانب الممثلين وهذه نقطة إيجابية أخرى لاتخفى علي أي لاعب التي بدورها ساهمت في دفع اللعبة إلى مستوى أعلى وكان التمثيل الصوتي من نقائص الإصدارات السابقة ولكن لحسن الحظ تم تدارك هذ الأمر في الأخير.
الخلاصة:
لعبة Call of Duty: Advanced Warfare تعتبر لعبة من أفضل ثلاث أجزاء في سلسلة Call of Duty بعد Call of Duty: Modern Warfare و Call of Duty: Black Ops2 بل لعلها أفضلهم، وإحقاقاً للحق هذا مولود جديد لسلسلة حيث ظهر بشكل ممتاز رغم وجود بعض النقائص الصغيرة جدا من هنا ومن هناك التي كان بمقدور المطورين ترقيعها ولكن في الإخير تجربة جيدة جدا وإنطلاقة جديدة لسلسلة آملين أن لاتحيد الإصدارت القادمة في المستقبل القريب عن هذا المسار الصحيح.