
أولمبياد الرياضات الإلكترونية 2027: الرياض تستعد لصنع التاريخ في أول دورة ألعاب أولمبية رقميَّة
هل تتخيل يومًا أن تصبح الألعاب الإلكترونية جزءًا من المنافسات الأولمبية؟
أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) عن حدثٍ تاريخي يُعيد تعريف مفهوم الرياضة في القرن الحادي والعشرين: دورة الألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية، والتي ستُقام نسختها الأولى في العاصمة السعودية الرياض عام 2027. هذا القرار، الذي جاء بعد اتفاقية تعاون بين اللجنة الأولمبية واللجنة الأولمبية السعودية، يُمثل نقلة نوعية في مسار الرياضات الرقمية، ويجعل المملكة العربية السعودية مركزًا لالتقاء عوالم الرياضة التقليدية والافتراضية.
من الألعاب الافتراضية إلى المنصة الأولمبية: رحلة الاعتراف العالمي
بدأت فكرة دمج الرياضات الإلكترونية في الحركة الأولمبية بخطوات تجريبية، مثل “السلسلة الأولمبية الافتراضية” عام 2021، التي شملت ألعابًا هجينة كالدراجات الافتراضية والتجديف الرقمي. لكن الإعلان عن أولمبياد مُستقل للرياضات الإلكترونية يُعتبر إقرارًا رسميًا بأهمية هذه الصناعة، التي يُقدَّر عدد لاعبينها بـ 3 مليارات لاعب عالميًا، ويُتوقع أن تتجاوز قيمتها السوقية 6 مليارات دولار بحلول 2030.
وقال توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية: “هذه الألعاب ليست مجرد حدث، بل رؤية لمستقبلٍ تُصبح فيه الرياضة الرقمية جسرًا بين الأجيال”.
السعودية ورؤية 2030: تحويل الطموح إلى واقع
لم يكن اختيار الرياض كمُستضيف مفاجئًا؛ فالمملكة تُنفذ استراتيجية طموحة عبر رؤية 2030 لتصبح مركزًا عالميًا للترفيه والتكنولوجيا. ومنذ إطلاق الرؤية، استثمرت السعودية مليارات الدولارات في قطاع الألعاب، منها:
- تأسيس سافي جيمز جروب (Savvy Games Group) باستثمار 38 مليار دولار.
- تنظيم مهرجان جيمرز8 (Gamers8)، الأضخم عالميًا بجوائز تصل إلى 45 مليون دولار.
- استضافة أكثر من 100 فعالية رياضية دولية، جذبت 3 ملايين مشجع.
وأكد الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة السعودي: “نحن نكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الرياضة، حيث تُصبح الأحلام الرقمية واقعًا أولمبيًا”.
كيف ستبدو الألعاب؟
تعمل لجنة مشتركة من اللجنة الأولمبية والسعودية على وضع اللمسات النهائية للحدث، بالشراكة مع مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية (EWCF). ومن المتوقع أن تشمل الألعاب:
- ألعاب الفرق التنافسية مثل ليج أوف ليجيندز ودوتا 2.
- ألعاب محاكاة رياضية مثل السباقات الافتراضية وكرة القدم الرقمية.
- فئات خاصة بالألعاب الشعبية مثل فورتنايت وروكت ليج.
وستعتمد المنافسات على نظام تصفيات عالمي (“طريق الألعاب”) يبدأ في 2025، مع ضمان تكافؤ الفرص بين اللاعبين عبر معايير صارمة لمكافحة الغش.
التحديات: بين التشكيك والفرص
رغم التفاؤل الكبير، تواجه الألعاب انتقادات من بعض الأوساط:
- تشكيك في الانسجام الأولمبي: هل تُعتبر الألعاب الإلكترونية “رياضة” بالمعنى التقليدي؟
- جدل “غسل الرياضة”: اتهامات باستخدام الحدث لتحسين صورة السعودية وسط انتقادات حقوقية.
- التوازن بين الربح والقيم: كيف ستتعامل اللجنة الأولمبية مع هيمنة الشركات التجارية على عالم الألعاب؟
لكن المؤيدين يرون في الحدث فرصةً ل:
- تمكين الشباب: 70% من سكان السعودية تحت 35 عامًا، و45% من عشاق الألعاب الإلكترونية فيها من النساء.
- توسيع مفهوم الرياضة: بدمج الإبداع الرقمي والمهارات الاستراتيجية.
الرياض 2027: مدينة المستقبل تستضيف مستقبل الرياضة
ستستفيد السعودية من بنيتها التحتية الضخمة لاستضافة الحدث، مثل:
- مدينة القدية (Qiddiya)، التي ستُصبح “عاصمة الترفيه العالمية”.
- نيوم، المدينة الذكية التي تعتمد على التقنيات المتطورة.
ومن المتوقع أن يجذب الأولمبياد نصف مليون زائر، مع مشاهدات تلفزيونية تفوق أعداد متابعي أولمبياد باريس 2024.
ختامًا، تُعيد السعودية تعريف دورها على الخريطة العالمية، ليس فقط عبر النفط، بل عبر الاستثمار في مستقبل الرياضة والثقافة الرقمية. كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: “الرياضة الإلكترونية لغة العالم الجديد، ونحن فخورون بكوننا جزءًا من كتابتها”.
حقائق سريعة
- أول حدث أولمبي رقمي في التاريخ يُقام عام 2027.
- السعودية استثمرت 38 مليار دولار في قطاع الألعاب منذ 2018.
- 45% من جمهور الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط من النساء.
- الألعاب تتضمن تصفيات عالمية تبدأ في 2025.