شركة ناشئة تجّمع تبرعات لتطوير لعبة فيديو تسلّط الضوء على قضية اللاجئين
بدأت شركة ناشئة لتصنيع الألعاب وتطويرها في البحرين بجمع التبرّعات لإكمال أول لعبة ذات تأثيرٍ اجتماعيّ، وها هي التفاصيل
استوديو الشركة القابع في البحرين، والمعروف باسم The Stories Studio، يتولى مهمة تطوير ألعابٍ تجارية مبنيةٍ على قضايا اجتماعية مختلفة، وذلك لزيادة الوعي وخلق التعاطف مع عديدٍ من هذه القضايا حول العالم. ويعمل مطورو الأستوديو على لعبةٍ تركز على قضية اللاجئين، حيث تتمحور حول شخصيةٍ تدعى موسى، كما تحمل اللعبة عنوان “Musa- a Brother’s Story”. وقد قام الأستوديو بطلب المساعدة من الجماهير لتخصيص مبالغ ماليّة من أجل انهاء تطوير هذه اللعبة التي تتطلب 16 شهرًا لاتمامها من حيث الجانب الزمنيّ.
وقد صرّحت رئيسة مؤسسة الأستوديو بأنها استلهمت هذه الفكرة خلال رحلةٍ لها في تركيّا، عندما رأت عديدًا من الأطفال اللاجئين، لذا قررت أن تبرز قصصهم ومعاناتهم للملأِ من خلال لعبة فيديو.
و قالت “رأيت الأطفال في كل مكان. لقد كانوا على الشوارع، بعضهم كان بتسوّل من أجل المال، وآخرون يبيعون بعض الأغراض البسيطة، وغيرهم يرفه السّياح مقابل المال. وأردت أن أشارك قصصهم هذه، فاخترت ألعاب الفيديو كوسيلة لتحقيق هدفي هذا، حيث أرى أنه لا توجد وسيلةٌ أفضل من تجسيد قصص الأطفال اللاجئين ضمن لعبة فيديو. إذ يمكن للاعبين أن يخوضوا التجارب والمشاعر التي يمرّ بها هؤلاء اللاجئون.
هذا و أثبتت بعض الدراسات بأنه يوجد رابطٌ مباشر بين التجارب التي تقدمها الألعاب وبين مشاعر التعاطف الانسانيّة. وهو الأمر الذي يعزز مهمة الأستوديو الذي لا يطوّر أي صنفٍ من الألعاب، بل تلك التي تتمحور حول القضايا الانسانية والاجتماعية المختلفة.
و أوضحت Saba بأنّ القصة تتمثل في قصة لاجئين أخوة يجدان نفسيهما في مغامرة معقّدة. كما أن لأسلوب اللعب دورٌ في توضيح ماهيّة هذه المغامرة التي يتقاسمها الأخويّن. حيث أنها مغامرة تجسد الطفولة والأسى والخسارة، كما تجسد الأمل والعثور على السعادة في أبسط الأمور في الوقت عيّنه، ويعمل الأستوديو حاليًا على التعاون مع بعض الجمعيّات والمنظمات المهتمة بقضايا اللاجئين، وذلك للترويج للعبة وتقديمها للناس بأدق طريقةٍ وأسلوب ممكن.
ويمكن القول بأنّ فكرة التحصل على التبرعات لاتمام تطوير لعبة فيديو تعد فكرةً جديدة في البحرين، إلا أنها تعد بدايةً جيدة للشركات والأستوديوهات الناشئة. حيث تمكن كثيرًا من الناس الذين يحملون أفكارًا تجاريّة مبتكرة من عرض فكرتهم على عامة الناس من أجل دعمها ماليًا وتوسيعها، حيث يتم تحديد هدف متمثل بمبلغٍ ماليٍّ محدد وتوضيح الآلية التي سيتم انفاق هذا المال من خلالها، وذلك من باب الأمانة والشفافية.
وسيتم جمع التبرّعات من خلال الموقع الشهير والمخصص لهذه المسائل والمعروف باسم Indiegogo. والهدف الماليّ يتمثل في الوصول الى 23 ألف دولار، حيث يغطي هذا المبلغ تكاليف المعدات والموارد الضرورية من أجل تطوير اللعبة الآنف ذكرها. ويذكر أن حملة التبرّعات قد انطلقت في الخامس من الشهر الحالي، ومن المقرر أن تستمر حتى 45 يومًا، وخلال الأسبوع الأول، تمكّنت الحملة من جمع أكثر من 3000 دولار.
ويمكن للمتبرّعين أن يتحصلوا على مكافئات تختلف بناءً على نسبة مساهمتهم في حملة التبرّع. وتتمثل هذه المكافئات في نسخةٍ رسميّة من اللعبة حال اصدارها، وقائمة الموسيقى الرسميّة لها، وسلع خاصة متعلّقة باللعبة، وغيرها من الأمور.