
الرياضات الإلكترونية في السعودية – رؤية مستقبلية تضاهي أبرز الجهود العالمية
حينما يأتي الأمر للرياضات الإلكترونية في الوطن العربي، فإن أسماء معينة قد تمكنت من الارتقاء بنفسها في سماء هذا المجال الفتي في وطن متعطش للحداثة والتطور. وعلى الرغم من امتلاك معظم الدول العربية لمنظمات وشركات تحظى بدعم حكومي كبير، إلا أننا هنا لنتحدث عن المملكة العربية السعودية، والتي استطاعت استثمار مواردها بذكاء لتتصدر واجهة الساحة العربية حالياً
الحديث هنا ليس عن الدولة العربية الأفضل في ألعاب الفيديو، وهو حتماً ليس منافسة بين اللاعبين أنفسهم، ولكن حينما تعلم بأن المملكة العربية السعودية كانت الأكثر انفاقاً بمعدل $1.09 مليار دولار العام الماضي وحده، أو ما يمثل %20 من إجمالي انفاق الوطن العربي ($5.4 مليار دولار)، فلا شك أن الأمر يستحق إلقاء نظرة أكثر عمقاً.
جهود ومساعي لمصلحة اللاعبين
تمكن لاعبو المملكة مؤخراً من الفوز ببطولة غرب آسيا 2022 في الكويت، ومن جهة أخرى استطاع أفضل 10 لاعبين في السعودية تحقيق أرباح وصلت إلى $500 ألف دولار خلال العام الماضي. برجوعنا إلى الوراء قليلاً، حينما تمكن اللاعب السعودي مساعد “MSDOSSARY” الدوسري من التألق عالمياً في 2018 والفوز بكأس العالم الإلكتروني في لعبة FIFA، فلم يعد الأمر مجرد لعبة حينها.
لقد بدى واضحاً حينها بأن المملكة العربية السعودية تمتلك ما يكفي من موارد لجعلها بيئة خصبة لرعاية تلك المواهب، وهو أمر كانت الجهات الرسومية قد بدأت تستشعره مع تأسيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية كجزء من اتحاد الرياضات الذهنية (سابقاً) برعاية صاحب السمو الملكي الأمير “فيصل بن بندر بن سلطان”، لينطلق بعد ذلك لينظم العديد من البطولات والفعاليات المحلية والدولية بمعايير عالمية رفيعة.
سواءاً كانت المبادرات الخاصة باللاعبين كمبادرة “لاعبون بلا حدود” التي تحولت للبطولة الخيرية الأضخم في عالم ألعاب الفيديو، إلى الدوري السعودي الإلكتروني، إلى الاستثمارات الضخمة التي جرت في قطاعي ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية، فقد كان سعي المملكة نحو تحولها لوجهة أساسية في عالم الرياضات الإلكترونية واضحاً للعيان، وهو ما تم تتويجه مؤخراً في صفقة صدمت العالم برمته.
استثمارات صعقت عالم الرياضات الإلكترونية
بدأ الأمر في نهايات 2020 حينما دفع سمو ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” بصندوق الاستثمارات العامة إلى التوجه نحو قطاع ألعاب الفيديو العالمية، ليقوم باستثمارات هائلة بلغت $3.3 مليار دولار في Activision-Blizzard، EA و Take-Two، وذلك كجزء من رؤيته الطموحة “Vision 2030” التي تسعى لتحويل المملكة إلى واجهة تقنية وحضارية متقدمة بحلول عام 2030.
الاستثمار الأكبر، على الرغم من ذلك، كان في صفقة ضجت بها الصحف العالمية حينما أعلنت مجموعة Savvy Gaming Group السعودية، المدعومة من قبل صندوق الاستثمارات، عن استحواذها على كل من منظمتي ESL و Faceit العالميتين الضخمتين، وذلك مقابل ما يزيد عن $1.5 مليار دولار، لتنضم المنظمتين الضخمتين إلى راية الرياضات الإلكترونية السعودية، في تحرك لا شك بأن ينعكس إيجاباً على واقع منافسات ألعاب الفيديو المحلية والعربية، وسيكون له أثر ضخم على جعل المملكة محوراً للمنافسات العالمية قريباً.
المستقبل الواعد للرياضات الإلكترونية السعودية
إذاً هي استثمارات تقدر بالمليارات، لاعبون استطاعو التربع في قمة المنافسات العالمية، ومخططات واعدة لتحويل واقع المنطقة العربية. كل ذلك يجعل من مستقبل الرياضات الإلكترونية السعودية مُبشراً ويستحق النظر إليه عن كثب. لا شك بأن تلك التطورات ستُمثل حافزاً لبقية الدول العربية لزيادة دعمها لهذا المجال، وقد بدأنا برؤية الخطوات الجادة في دول عديدة مثل مصر، سوريا، تونس، العراق وغيرها، وهو ما يصب في مصلحة كل لاعب فيديو عربي يسعى للوصول نحو النجومية الإلكترونية.