اليوم أحببت بأن أشارككم بلعبة تستحق تجربة رغم انها لزالت في مرحلة البيتا، اسم اللعبة وكما لاحظت من عنوان المقال هو Survarium، وهي لعبة مجانية على الانترنت متوفرة على الحاسب الشخصي فقط، من نوع التصويب من منظور الشخص الأول يتخللها طابع البقاء على قيد الحياة من تطوير الاستوديو الروسي Vostok Games الذي شهر بعد ان قدم لعبة اقل ما يقال عنها روعة الا وهي STALKER.
استوديو Vostok Games قدم لعبة Survarium من باب حفظ ماء الوجه فقط، أي انه لم يرد أن يخسر القاعدة الجماهرية للعبته STALKER حيث طالب اللاعبون بتقديم جزء جديد منها ولكن نظرا للعجز المالي على حسب ما قرأته في عدة مقالات،فالأستوديو لم يكن قادرا على انتاج جزء جديد منها ولذلك قام في المقابل بتقديم لعبة Survarium التي تعتبر جزء روحاني لSTALKER
اللعبة حاليا في نسخة بيتا المفتوحة بعد ان كانت في نسخة بيتا مغلقة منذ سنة 2014، وحاليا النسخة التجريبية الجديدة تدعم نظام المعارك بين اللاعبين فقط حيث المعركة دائما ما تكون بين 8 لاعبين ضد 8 لاعبين واللعبة تدور ما بعد نهاية العالم حيث كل ما ستراه هو الدمار مع غلاف جوي ملوث كما كان الحال مع لعبة STALKER.
الخرائط التي سيتواجه فيها اللاعبون كلها تقع في الاتحاد السوفياتي،وسوف ستتقمص دور أحد الناجين وهدفك الحالي كلاعب هو كسب خبرة لتصل إلى مستوى معين من أجل الحصول على ميزة في المعركة التي ستجعلك تبقى على قيد الحياة لفترة أطول.
بمقدورك ان تجهز نفسك بمجموعة من الأسلحة والأدوات المختلفة مع القدرة على تخصيص شخصيك من اسفل الساق الى اعلى الراس بمجموعة متنوعة من الملابس والدروع مع وجوب أخذ الوزن الكلي للمعدات التي يمكنك حملها بعين الإعتبار فاذا تجاوزت الوزن المطلوب فهذا سيؤثر على أدائك في المواجهة، حيث ستكون حركتك أبطئ، صعوبة في التصويب المحكم إلخ… يسمح لك أيضا باختيار الوان للتمويه لتكون اقرب من الوان الطبيعة وبالتالي يصعب على الخصم ان يتفطن بك حتى ولو كنت بجواره وهذا من شأنه أن يعطيك أفضلية كبيرة في المواجهة، وليس هذا فحسب فيمكنك اختيار الفصيل الذي تود أن تنظم إليه من بين 4 فصائل موجودة حاليا وهي: الزّبالون،المستوطنون الهامشيون، جيش البعث وأخيرا السوق السوداء.
كل فصيل لديه امتيازات خاصة عندما يتعلق الأمر بالمعدات والمهارات التي تساعد اللاعب في كسب افضلية في حالات معينة في ساحة المعركة، هذا وقد وعد المطورون بإضافة ثلاث اطوار لعب في المستقبل القريب منها طور لعب تعاوني حيث سيتوجه مجموعة من اللاعبين الى أماكن مختلفة لتادية بعض المهام، ولكن حاليا هناك طور لعب فقط وهو تيم داث ماتش، حيث فيه يتواجه فريقين كل واحد منهما متكون من 8 لاعبين والهدف هو قتل اعدد اكثر من المنافسين في غضون 15 دقيقة. الفريق الذي تحصل على عدد اماتات او نقاط أكثر هو الفريق الفائز. اثناء المواجهة بمقدور اللاعب استخدام مجموعة من الأسلحة المتاحة له بما ذلك الفخاخ وغيرها من المواد. هذه المواجهات تعتبر في العموم، سريعة الوتيرة، يتخللها الطابع التكتيكي مع تحكم بسيط وسهل سوى في التصويب او الحركة.
رغم ان اللعبة فيها طور لعب فقط ولكن على الأقل تم توفير 8 خرائط، كل خريطة لها تصميمها الخاص وحجمها الخاص، وجل الخرائط تتكيف مع أساليب لعب مختلفة فمثلا يمكنك ان تكون في الصفوف الامامية اذا كنت ممن يحبذ الموجهات السريعة والشرسة، او يمكنك الحفاظ على مسافة امان واستخدام البنادق الخ… فهما كانت طريقتك في اللعب فلا بد دائما ان تستفيد من البيئة وتجعلها لصالحك كالاحتماء خلف الأشجار او السيارات، المناورة والاختباء في المنازل او بين الشجيرات او المكوث خلف الصخور لمفاجئة الخصم الخ… ولكن النقطة المشتركة بين الخرائط ككل هو الجمالية واحترافية التصميم والتجسيد مع الحفاظ دائما على خاصية ما بعد نهاية العالم عليها. في كل خريطة ستجد منطقة قاتلة فيها تلوث مميت او ما شابه ولذلك حذاري من البقاء فيها او المرور بجانبها.
قد تكون الميزة الفريدة من نوعها في هذه اللعبة هي خاصية الإصابة، فاذا تعرضت لطلقة نارية فهذا سيؤثر بشكل كبير عليك، فعلى سبيل المثال، اذا اصبت بطلقة على مستوى الذراع فدقتك في التصويب سوف تنخفض، اذا اصبت في الساق فسوف تتحرك ببطىء، واذا انكسرت ساقك فلن تكون قادرا على الحركة مطلقا الخ… طبعا سوف تكون قادر على رؤية أي جزء من جسمك قد تضرر وسترى اما لون اصفر او احمر اعتمادا على مدى شدة الإصابة، وعادة اللون الأحمر يشير على ان احد اطرافك مكسورة او انك اصبت بجرح خطير… وطبعا سيحدث نزيف واذا لم توقفه بسرعة باستعمال احدى الأدوات الطبية التي وجب شراؤها فانك سوف تموت بعدة بضع ثواني.
بما ان اللعبة مجانية فيستحيل البتة عدم إضافة طرق للحصول على المال من عند اللاعب، لذلك اللعبة فيها متجر لشراء العتاد، و اغلبية الأسلحة ،الملابس، الدروع ، الذخيرة إلخ… سوف تكون قابلة للشراء بالمال الحقيقي.
ولكن من حسن الحظ ان بعض من هذه الأمور قابلة للشراء بالنقاط والتي فعلا لابد من تفضيت ساعات طويلة في اللعب لاقتنائها بعد كل معركة استنادا على قيمتها. بالنسبة للأشياء السلبية فهي قلة اللاعبين لضعف الترويج الإعلامي للعبة ،مع وجود معدات قوية للغاية لمن يقوم بشراء حساب بريمويم في اللعبة.
في الأخير، لعبة Survarium لعبة تبدو واعدة فيها الكثير من الأشياء الجيدة والاجيابية مقارنة بالسلبيات وفعلا تستحق التجربة واكثر شيء شوف يشدك اليها هو سلاسة التصويب، بعض جوانبها يتخللها طابع الواقعية المحكمة، التوازن بين الأسلحة ممتاز و لا ننسى الخرائط التي فعلا مبهرة للغاية… ولكن هناك الكثير من العمل ينتظر استوديو التطوير.
