دوتا 2: المشاكل الإقتصادية للفرق، أسبابها وكيف يمكن معالجتها
لا تحكم على اللعبة من جوائزها
لو عدنا في الزمن لبداية هذا العام، سنجد علامات تفاؤل كبيرة على وجوه لاعبي وفرق دوتا 2. ففي تلك عادت مجموعة كبيرة من الفرق العريقة مثل Cloud9، وقامت Valve بإصدار نظام جديد كان من المفترض أن يأمن الإستقرار المالي للفرق الصاعدة والصغيرة. هذا النظام يتمثل بست دوريات إقليمية من 96 فريق ستلعب على مدى ثلاثة مواسم في العام. سينتهي كل موسم ببطولة Major وسيتأهل أفضل 12 فريق إلى بطولة The International.
كان من المفترض أن يتم البدء بالعمل بهذا النظام في شهر أكتوبر الماضي، ولكن الظروف العالمية شأءت أن لا يحصل هذا الأمر لتصبح سنة 2020 سنة كارثية من الناحية الإحترافية للعبة دوتا 2 فقد غادرت مجموعة من الفرق اللعبة حتى إشعارٍ أخر وتدنى عدد اللاعبين المحترفين في مناطق مثل أمريكا الشمالية إلى جانب تأجيل بطولة TI10 وإلغاء بطولات الـ DPC كلها.
المشاكل الإقتصادية في المشهد الإحترافي للعبة دوتا 2
قبل التحدث عن الأسباب التي دفعت Valve لطرح موضوع الدوريات، علينا التحدث عن الشق الإقتصادي في عالم الرياضات الإلكترونية. تمتلك كل لعبة نظامها الإقتصادي الخاص الذي يساعدها بتأمين الأموال التي تتحول إلى أرباح للمطور والفرق المختلفة. هذه الأموال تأمن عقود الرعاية، بطاقات التذاكر الخاصة بالبطولات، حقوق البث والسلع التي يتم بيعها إلى جانب أمور أخرى. بعد الحصول عليها يقوم الناشر بتوزيعها على البطولات بالطريقة التي يجدها مناسبة.
تقسيم الجوائز
لم تعاني دوتا 2 في أي يوم من الأيام من مشكلة في تأمين الأموال لبطولاتها. فبطولة The International تحطم الرقم القياسي لأعلى جائزة بالعالم بشكل سنوي وقد وصلت في هذا العام إلى 40 مليون دولار. المشكلة تكمن بالتوزيع الغير عادل للجوائز بحسب رأي الفرق واللاعبين. ففي العام الماضي حصل فريق OG على 15 مليون دولار بينما حصل متذيل الترتيب على 85 ألف دولار.
قد يكون أول ما يخطر بذهنك هو أن OG لعب بشكل خرافي ويجب على الجائزة أن تعكس ذلك. هذا الأمر صحيح ولكن إذا أخذنا الإنجليزي، الذي يعتبر صاحب الجائزة المالية الأكبر في كرة القدم، ستجد بأن جائزة البطل هي ضعفي جائزة المتذيل. بينما جائزة OG كانت 182 ضعف الجائزة التي حصل عليها فريق Chaos Esports. هذا الأمر يحدث بشكل سنوي في اللعبة وقد أغضب الكثيرين مؤخراً وخاصةً مع ظهور السبب الثاني.
قلة البطولات
تعتمد دوتا 2 بشكل سنوي على بطولات الـ DPC التي تنقسم إلى قسمين: Majors وMinors. المشكلة في هذه البطولات بأنها معدودة ومتباعدة وهو أمر مكن عدد صغير من الفرق من السيطرة عليها وإبتلاع جوائزها بشكل كامل. هذا الأمر أجبر الفرق المتوسطة والناشئة على الإعتماد على البطولات المستقلة التي رفضت Valve في السابق أن تدعمها.
المشكلة في هذه البطولات ظهرت بشكل واضح في 2020 وهي بأنها غير مضمونة. بمعنى أخر هذه البطولات قد تشل حركتها مع أي أزمة إقتصادية أو عالمية وقد يفلس منظموها وتختفي نهائياً. هذا الأمر تسبب بالقضاء على مجموعة من الفرق التي أغلقت أبوابها مثل Reality Rift أو غابت لفترة من الزمن مثل NiP. ولكن هذا الأمر ليس محصوراً بالفرق المتوسطة فقط، فمعظم فرق دوتا 2 تحتاج لسلسلة أو سلسلتين من الهزائم المتتالية لتجد نفسها في أزمة إقتصادية مزعجة.
رحيل اللاعبين
هذا الموضوع هو سبب بقدر ما هو نتيجة. فكل الألعاب والرياضات تحتاج لفرق متوسطة لأسباب مثل إعطاء فرصة للناشئين، تشجيع اللاعبين الجدد أو حتى تأمين خصوم للفرق الكبيرة. فلا يمكن لأي رياضة أن تستمر في حال لم يتوفر العدد الكافي من الفرق للمشاركة فيها. هذا الأمر إنعكس سلباً على المشهد الإحترافي في بعض المناطق التي إنحصرت المواجهة فيها بين فريق أو إثنين مما سبب عوائق للمنظمين وأبعدهم عنها.
كيف يمكن لنظام الدوريات أن يحسن الوضع
بمجرد وجود دوري في أي لعبة، فهذا يعني بشكل تلقائي جائزة مضمونة لأي فريق مشارك مهما كان أدائه ويضمن نوع من الإستقرار لكل المشاركين. كما أنه سيجذب الرعاة الذين سيتمكنون من طرح عقود طويلة نسبياً ليصبحوا جزء من بيئة اللعبة.
هذا الأمر وعائداته سيمكن الفرق من وضع حد أدنى للمبلغ الذي قد يحصلونه وبالتالي يمكنهم بناء توقعاتهم بشكل سليم. ولكن إذا أرادت Valve تشجيع الفرق، فعليها أن تضمن توزيع عادل للجوائز وأن تقوم برفع قيمتها قدر المستطاع لجذب الفرق التي ستتحمس لضم أفضل اللاعبين والمدربين، في سعيهم لبناء فريق منافس في دوتا 2 دون الخوف من شبح الإفلاس.
بالإضافة إلى ذلك، على Valve أن تشرف بشكل مباشر على بطولاتها أو أن تظل على تواصل مباشر مع الفرق والجماهير، وهو أمر بدأت بالقيام به مؤخراً، لتذكرهم بأنها موجودة لمساعدتهم والإستماع لهم. هذا الأمر سيزيد الثقة بين كل الأطراف المذكورة وسيضمن بيئة سليمة وعلاقة شفافة للمستقبل البعيد.
