المقومات التي تحتاجها أي لعبة لتنضم إلى الرياضات الإلكترونية الناجحة
شروط مهمة لنجاح أي لعبة
تتطور الرياضات الإلكترونية يوماً بعد يوم مع إستثمارات جديدة ومصادر دخل إضافية. ولكن في قلب هذا الموضوع ستجد مجموعة من الألعاب التنافسية التي كونت حجر الأساس الذي يعتمد عليه هذا القطاع. نتحدث هنا عن ألعاب مثل ليج أوف ليجندز، كاونتر سترايك، دوتا 2، فيفا وأخرين غيرهم. ولكن ما هي المقومات التي تجعل من أي لعبة مؤهلة لتكون رياضة إلكترونية؟ ما هو سبب تواجد مشهد إحترافي ناجح في كول أوف ديوتي بينما يغيب هذا الأمر في باتلفيلد بالرغم من أنهما يحاكيان بعضهما؟ لماذا نجحت كل من ببجي وفورت نايت من تكوين مشهد إحترافي بينما فشلت Warzone التي تعد باتل رويال أيضاً في القيام بأمر مماثل؟
ما هي الرياضات الإلكترونية؟
قد يختلف البعض على تعريف الرياضات الإلكترونية فالبعض يقول بأنها أي لعبة تحتاج لمهارات وإستراتيجيات معينة وتلعب بشكل إحترافي. أما البعض الأخر، فيعتب بأن أي لعبة يقام فيها بطولة تنافسية هي رياضة إلكترونية. ولأن هذا القطاع ما زال بحالة نمو، فلا يوجد أي قاعدة واضحة لتصنيف الألعاب حيث رأينا في الفترة الأخيرة بطولات بلعبة Among Us وFall Guys وحتى Valheim. وبالرغم من أن القطاع يعيش أفضل فتراته الأن، إلا أنه كان موجوداً منذ فترة طويلة جداً مع ألعاب مثل Quake وStarCraft أو حتى النسخ الأولى من سلسلة كاونتر سترايك. أما الأن في 2021، ومع كثرة ألعاب الفيديو وتوسع إنتشارها، أصبح هنالك بعض الشروط والمقومات التي يجب أن تتوفر لتجعل من أي لعبة رياضة إلكترونية ناجحة.
مقومات الرياضات الإلكترونية
لكي تتمكن أي لعبة من تصبح رياضة إلكترونية ناجحة، يجب توفر ثلاث مقومات أساسية لتجد نفسها بين كبار القوم. هذه المقومات هي أسلوب وآلية لعب ناجحة، القدرة على المتابعة والدعم. يلعب كل عامل من هذه العوامل الثلاث دوراً أساسياً في نجاح اللعبة وسنتحدث عن كل منهم بشكل تفصيلي هنا.
أسلوب اللعب
أسلوب اللعب الناجح هو أحد أسس أي لعبة سواء كانت تسعى لتصبح رياضة إلكترونية أو لا. فإستمتاع اللاعب بما تقدمه اللعبة هو أمر مهم لنجاحها. ولكن المتعة غير كافية لدخول عالم الإيسبورتس، فهذه الألعاب يتم بناؤها حول مبدأ واحد ومشترك وهو “مبدأ يسهل فهمه وتطبقيه ولكن يصعب إتقانه”. لنأخذ فيفا أو روكيت ليج على سبيل المثال. هدف اللعبة هو التحرك بالكرة والتسجيل بمرمى المنافس، ولكنها تمتلك مجال للإتقان يخلق فرقاً واضحاً في المستوى بين اللاعب العادي ومساعد الدوسري مثلاً، وبالتالي يفتح هذا الأمر المجال لمقاربات مختلفة ومنافسات قوية دون سيطرة شخص أو مبدأ واحد على اللعبة.
Time for this Cube to go coast to coast, courtesy of u/Veryzoned! #RLpotw pic.twitter.com/EYMmaokoAU
— Rocket League (@RocketLeague) February 26, 2021
هذه المعادلة هي سبب فشل لعبة Heroes of The Storm مثلاً. فتلك اللعبة قامت بتبسيط فئة الـ MOBA لدرجة أنها لم تترك أي مجال لتمييز المحترف عن اللاعب العادي وهذا الأمر قتل أي جو تنافسي فيها وتسبب في فشلها كرياضة إلكترونية.
قابلية المتابعة والمشاهدة
أي رياضة بحاجة لمتابعين ومشاهدين لتكون ناجحة سواء كانت تقليدية أو إلكترونية. ولكن بينما تقوم بعض الرياضات البطيئة كالغولف بالإستمرار، لا يمكن تطبيق القاعدة نفسها مع الرياضات الإلكترونية. فهذه الألعاب تحتاج لخطف أنفاس اللاعبين بشكل شبه مستمر وهذا الأمر يعني تقديم أفضل تجربة متابعة ممكنة والتي لا تقتصر على إمتلاك بث على يوتيوب وتويتش فقط، بل عبر تقديم عرض واضح وغير معقد يسهل متابعته.
لنأخذ على سبيل المثال كل من كاونتر سترايك وباتلفيلد. الأولى هي أنجح لعبة تصويب بتاريخ الرياضات افلكترونية والثانية هي لعبة ما زالت تعاني في الدخول إلى هذا العالم. السبب؟ تقدم كاونتر سترايك تجربة واضحة ومباشرة لا تحتوي على عوامل عشوائية على خرائط متوسطة الحجم أو ضغيرة. ويمكن هذا الأمر المتابع من فهم كل ما يحصل ومتابعة كل الأحداث دون أي مشاكل. في المقابل تعتمد باتلفيلد على معارك يصل فيها أعداد اللاعبين إلى 64 لاعب على خرائط ضخمة ومواجهات متفرقة وهو أمر يسبب الصداع لأي متابع يحاول مشاهدة ما يحصل، ومن المحتمل أن تفوتك أبرز لقطات المواجهة بسبب عدم قدرتك على التركيز في كل ما يحصل.
هذه المشاكل تعاني منها ألعاب الباتل رويال التي لا تزال تغير بأنماط بطولاتها لتأمين أفضل تجربة ممكنة للمشاهد. لهذا السبب إبتعدت فورت نايت مثلاً عن نمط الـ Squads والنمط الفردي لتستقر على الثلاثيات. أما ببجي فقدمت أدوات خاصة لمتابعيها لتحسين تجربة مشاهدتهم للبطولات الرسمية.
الدعم
الدعم في عالم الرياضات الإلكترونية هو موضوع تحدثنا عنه كثيراً عبر مقالات كثيرة. هذا العامل هو الفارق بين لعبة وأخرى فدعم ريوت لمناطق مثل العالم العربي هو الذي أعطى ليج أوف ليجندز أفضلية على دوتا بالرغم من إمتلاك اللعبة أربعة أبطال عرب فيها. ودعم ريوت وأكتيفيجن لكل من فالورانت وأفورواتش هو الأمر الذي يدفع اللاعبين للهجرة من كاونتر سترايك إليهم. ما نحاول قوله هو أن مع تطور الرياضات الإلكتورنية، ستصبح المنافسة أشد بين الألعاب لجذب الفرق واللاعبين، لذا يجب على المطورين دعم ألعابهم بكل ما لديهم لتمييزها عن الأخرين.
لماذا قد تريد أي لعبة أن تصبح رياضة إلكترونية؟
إجابة هذا السؤال تكمن في ليج أوف ليجندز التي أصبحت من أكبر العلامات التجارية في العالم بسبب مشهدها الإحترافي. فقد تمكنت هذه اللعبة من تحصيل مليارات الدولارات عبر ضفقات حصرية مع شركات مثل Redbull ومنصات بث مثل Bilibili التي دفعت 113 مليون دولار لحقوق بث Worlds. كما أن اللعبة تستقبل ألاف اللاعبين الشبان الذين يسعون ليكونوا Faker الجديد ويتركون بصمتهم في تاريخها. أضف إلى ذلك الشعبية الواسعة التي حصلت عليها الرياضات الإلكترونية بسبب الحجر العالمي الذي تسبب به فيروس كورونا، وستجد قائمة أسباب مقنعة لأي ناشر لدخول عالم الرياضات الإلكترونية.
