مع تطور التقنيات والتكنولوجيات المستعملة في صناعة وتطوير الألعاب، أصبحت هذه الأخيرة بدورها تخوض في عوالم مستقبلية حيث التكنولوجيا كل شيء، وقليلا بل نادرا ما نرى ونجرب ألعاب تعود بنا إلى الماضي البعيد ولكن يبدو أن يوبي سوفت أرادت أن تغيير من الروتين وترجعنا إلى الماضي البعيد هذه المرة مع أحدث جزء من سلسلة Far Cry الشهيرة والذي يحمل إسم Far Cry Primal.
تدور أحداث قصة Far Cry Primal في العصر الحجري قبل 10 ألاف سنة قبل الميلاد وبالتحديد بعد نهاية العصر الجليدي مباشرةً، حيث سنتقمس شخصية Takkar الذي سيجوب أرض Oros الموحشة وهي أرض خيالية تقع في أوروبا الوسطى وسيكون هو الشخصية المكلفة والمسؤولة عن عشيرته، وعليه أن يخرج لصيد الماموث والنمور المتوحشة ذات الأنياب الكبيرة مع الدخول فى حروب ضد قبائل أخرى من أجل أن يفرض مكانة قبيلته على الجميع ليهابوها حيث نجد ثلاث قبائل في العبة وهم Wenjaو Izilaو Udam، وفي هذا الإطار سيكون للشخصية قدرة فريدة وتتمثل في السيطرة وترويض الحيوانات المفترسة فى البرية بحيث يستطيع استخدامهم فى القتال والسيطرة على الأراضي وبالطبع تلك القبائل تتحدث بنفس بلغات غريبة يعتقد الكثيرين أنها اللغة السائدة في هذا العصر.
اللعبة تم تطوريها من قبل استوديوهات Ubisoft Montreal وبمساعدة استوديوهات (Ubisoft Toronto-Ubisoft Kiev-Ubisoft Shanghai) وهي التي قدمت العديد من الأعمال الناجحة والقوية والتي بدأت فى تخطيط جزء جديد من سلسلة Far Cry وبشكل مختلف وليس مكمل للجزء الرابع أو مجرد محتوى ولكن جزء خاص ومنفصل.
كما سبق وذكرنا فإنّ جزء Far Cry Primal المتواجد قبل الميلاد يعتبر مختلف كليا عن سلسلة اللعبة الرئيسية، ولكنه مازال يحتفظ على الكثير من الجوانب في أسلوب اللعب الراديكالية، اللعبة كما اعتدنا عليها فى السلسلة ستكون من منظور الشخص الاول الذي يظهر سلاحه فقط، ولأول مرة لن نجد السلسلة لا تعتمد على الأسلحة النارية والتي تتميز بسهولة التصويب والقتال فى المعارك، لذلك فأن هذا الجزء سيكون مخلف بشكل كبير من حيث الأسلحة ونظام التصويب، فالسحلة ستعتمد على التصنيع من موارد البيئة بحيث تصنع رماح مدببة من الخشب أو البلطة أو القوس والسهم ويتم تصنيعها بالأخشاب والحجارة وعظام الحيوانات.
وكما جرت العادة فالأسلحة جميعها قابلة للنفاذ ولها كميات محددة فلا يوجد شيء خالد، ولذلك سيكون عليك الحفاظ على الأسلحة والموارد والبحث عنها، كما أن الأسلحة التي يضعها في يد الشخصية لضرب العدو بها، يمكنك التصويب بها أيضا بجانب التصويب بالقوس والسهم، مع القدرة على الحصول عليها من جديد بعد إستعمالها سوى إذا أصابت أو لم تصب الهدف،وهنا سنجد أن علامة التصويب تختلف عن تصويب الأسلحة النارية فسوف نجدها نقطة صغيرة حتى تستطيع أن تصوب على العدو بسهولة، ولكن فى حالات التوتر والمعارك القاسية سيكون التصويب صعب جدا على اللاعبين لذلك يفضل استخدام الرماح والبلطة.
أيضا هناك أسلوب أخر فى القتال وقد أعتدنا عليه فى السلسلة وهو أسلوب القتل خلسة وهذا سيسهل علينا الكثير من المعارك، فعندما تذهب لمعسكرات القبائل يمكنك أن تتسلل إليها بخفة وتقتل من فيها بالخلسة بحيث يقوم بقتله بسكين حاد مكون من العظام، أيضا هناك نظام إشعال النيران بحيث عليك تعلم إشعال النيران من الحجارة ويمكنك إشعال الشعلة والقتال بها لحرق الأعداء، ويأتي نظام النيران بسبب تفاعل البيئة ودورة النهار والليل بحيث سيتحتم عليك إشعال النيران فى الليل للرؤية أو لمقاتلة الحيوانات المفترسة وإبعادها عنك، كما سيتحتم عليك البحث عن الطعام فبعد المجهود والقتال سيكون عليك أطعام نفسك حتى تتحسن صحتك،فهذه المرة لن تشفي بشكل ذاتي ولكن عليك معالجة نفسك بالطعام من الأسماك أو الحيوانات.
قبل أن نتحدث عن نظام الحيوانات ونتوسع فيه سيكون علينا معرفة نظام التصوير الذي تم تبديله فى هذا الجزء بحيث لا تتواجد كاميرا فى هذا العصر، لذلك سنجد أن البطل ترافقه البومة بشكل دائم بحيث ترسلها لعمل استطلاع للأماكن والمخيمات لتحدد لك الأعداء بأهداف حمراء كما أعتدنا فى السلسلة كما يمكنك أرسلها لقتل العدو الذي تحدده لتنقض عليه من الأعلى. بالنسبة لبقية الحيوانات المفترسة فستكون هناك قائمة خاصة به لتعرف من هو الحيوانات التي يمكنك أن تقوم بترويضها ومتى يتم هذا الترويض.
فكرة ترويض الحيوانات هى فكرة ممتازة فى اللعبة وسوف يحبها اللاعبين ولكن ليست سهلة كما يعتقد البعض أن أى حيوان تراه يمكنك أن تروضه، ولكن الأمر صعب جدا ويحتاج ذكاء وحرص من اللاعبين لان الحيوانات المفترسة يمكنها أن تشعر بك وتراك وتهاجمك وفى هذه الحالة ستكون عدو لهم ولا يمكنك أن تروضه، وحتى تقوم بترويض الحيوانات سيكون عليك عمل طعم لهم بحيث تلقي قطعة من الطعام مثل اللحم للحيوانات المفترسة وعندما تذهب إليها لتأكلها فتسلل من خلف الحيوان وأضغط زر الترويض بمربع أو أكس حتى تجعله حيوان مخلص لك يتبعك أينما تريد.
بعد أن تعرفنا على فكرة الترويض فيأتي السؤال الأهم ماذا سأفعل بترويض الحيوانات وما هى فائدتهم فى اللعبة؟ الإجابة هنا كبيرة جدا ومهمة وعليك أن تعلم أن البرية التى ستتعايش معها وتسير فيها ستكون خطيرة جدا عن أي جزء من السلسلة، كما أن اللعبة لا تعرض سيارات أو طائرات للتنقل على الخريطة الكبيرة للمنطقة، لذلك أول فائدة تستفيد منها هى التنقل بهذه الحيوانات الكبيرة، وعليك أن تعلم أنه لا يمكنك أن تسير بكل الحيوانات التى تروضها ولكن تسير بحيوان واحد إذا أحببت ويمكنك أن تدعوا أى حيوان أخر إذا أحببت من القائمة، وهذه الحيوانات يمكنك استخدامها فى القتال ضد القبائل أو ضد الحيوانات الأخرى ولكن عليك معرفة أى حيوان يصلح لهذه المهمة وهل سيقاتل بقوة أم سيهزم.
أيضا عليك أن تعلم أنك مسوؤل على الحيوانات، فكما أنت لك صحة وعلاج أيضا الحيوانات التي معك تتعرض للأذى وتحتاج إلى علاج وسيكون عليك إطعامهم ومعالجتهم، لذلك سيكون عليك البحث كثيرا عن الموارد فى اللعبة وعلى الطعام الذي يعالجك أنت والحيوانات، أيضا عندما تكون على ظهر الحيوان سوف تتحكم به فى القتال وتجعله يهاجم الأهداء ويفترسهم أو تصوب على الأعداء من فوق ظهر الحيوانات، أيضا عندما تهاجم حيوان أو تريد ترويضه لا تذهب إلى التجمعات مثل كهف للذئاب لأنك لن تنجح فى ذلك لأنهم أكثر منك وحاول أن تروض الدب والنمر ذو الأنياب الكبيرة والفيل والذئب لأنها مفيدة فى القتال.
اللعبة ستكون صعبة فى المعارك القتالية وخاصة ضد القبائل الأخرى التى يتوجب عليك هزيمتهم واغتيال قائدهم، لذلك سيكون معك بعض المساعدين من قبيلتك الذين يتوجهون معك إلى القبائل ومحاربتهم وهم شخصيات قتالية قوية جدا سوف تساعدك فى هزيمة مخيمات القبائل الأخرى، ولكن هذه الشخصيات لن تتواجد معك فى القتال فى البرية ضد الحيوانات المفترسة مما يصعب مهامك فى الخارج، أيضا يمكنك السباحة فى الأنهار المتواجدة باللعبة كما أعتدنا والقفز من مرتفعات فى المياه الجميلة ولكن احذر من التماسيح.
كل ما عليك فى اللعبة هو الارتقاء بمهاراتك وتنميتها فى صناعة الأسلحة والأدوات المفيدة واكتساب نقاط خبرة تجعلك أقوى وأقوى كلما تقدمت فى اللعبة، وهذا يتطلب أن تجعل بطلك أقوى شخص فى القبيلة وأن تحمى قبيلتك جيدا من أى هجوم من القبائل الأخرى، لأنك فى نهاية اللعبة وبعد أن تقضي على زعماء القبائل ستصبح أنت زعيم قبيلتك وزعيم المنطقة بشكل كامل، كما أن اللعبة يتواجد بها مهام جانبية وتحديات مثل السابق فى التخلص من مخيمات الأعداء والسيطرة على المناطق.
اللعبة تم تطورها من قبل استوديوهات Ubisoft Montreal المتألقة دائما فى تطوير الألعاب بالشكل الذي يرضي اللاعبين إلى حد ما، كما أن المخرج Jean-Christophe Guyot تولّى الإشراف على اللعبة ليجعلها تظهر بالشكل المناسب، وكما اعتدنا فإن اللعبة إستخدمت محرك التطوير Dunia Engine 2 الشهير في ألعاب يوبي سوفت، وبالفعل عندما تدخل فى عالم اللعبة ستجد أن تجسيد البيئات واقعي جدا من جانب الغابات والجبال والسهول التى تظهر بكل واقعية، كما أن تجسيد الحيوانات المفترسة فى هذا العصر وتجسيد الشخصيات يعتبر ممتاز، حتى وان وجدت بعض الأخطاء الفنية أثناء اللعبة فهذا شيء طبيعي لان الألعاب الضخمة دائما ما تشهد بعض الأخطاء البسيطة التي لا تؤثر على اللعبة بشكل كبير.
عندما نتحدث عن الأصوات سنجد أن الأشخاص يتحدثون لغات خيالية يتوقع البعض أنها لغة ما قبل التاريخ وهو مجرد تخمين ليس أكثر حيث سنجد ثلاث لهجات مختلفة في اللعبة وكل لغة تتبع قبيلة فسنجد أن اللغات الثلاثة هي (Wenja-Udam-Izila) وكل لغة مسماه في نفس اسم القبيلة التي تتحدث بها، وكل لهجة من تلك اللغات صممت لتكون لها صوت مميز عن اللهجة الأخرى وهو الأمر الذي سنعتاد عليه ونتعرف عليه فى اللعبة، وفي هذا الأمر تحدث كاتب اللعبة Kevin Shortt بأن اللاعبين ستندمج في فهم لغة Wenja وتتعايش معها وعندما تنتهي اللعبة سيكون عندهم الشعور بإحساس كل مفردات تلك اللغة.
عندما نتحدث عن الموسيقي التصويرية سنجد أن الملحن Jason Graves هو الشخص المسؤول عن أداء الموسيقي فى هذه اللعبة البدائية، هذا ويذكر أن هذا الملحن له أعمال كثيرة وأكثر من 25 عمل في ألعاب الفيديو وكذلك له أعمال تلفزيونية شهيرة وأهمهم مسلسل 24 وهو مسلسل شهير جدا كما له بعض الأعمال السينمائية فى هوليوودـ وهذا الاختيار كان موفق لأنه من أفضل الملحنين الذين يستطيعون الشعور بهذا العالم ما قبل التاريخ، بحيث سنشهد موسيقي تصويرية أكثر من ممتازة تجعلنا نندمج ونتفاعل مع اللعبة وطبيعتها الخلابة، هذا وسوف تصبح الموسيقي موترة جدا فى المعارك والقتال ضد الحيوانات المفترسة بشكل ممتاز.
الذكاء الإصطناعي المعتمد في اللعبة يعتبر جيد وتفاعلي، فالحيوانات تتميز عن البشر من هذا الجانب، بحيث التغلب عليها سيكون صعب حتى أثناء التسلل إذ بإمكانهم أن يلاحظوك بسرعة لأنهم يشعرون بأي حركة غير عادية وبالتالي سيهاجمونك بسرعة إذا كانوا مفترسين أو سيهربون إن كانوا العكس. لذلك لا يمكنك الاقتراب من الحيوانات المفترسة حتى تلقي لهم طعاما وتبدأ في التقرب منهم تدريجيا، أما البشر المتعارف عليهم فى القبائل فهم أعداء خطرون جدا وعندما تدخل وسط مجموعة منهم فإنك ستموت لا محالة لأنهم يعتمدون على ضربك بالرماح والأسهم عن بعد ومن فوق مرتفعات، كما أن هناك مجموعة منهم تسرع نحوك لضربك بالبلطة أو العصي. حتى ذكاء الحيوانات سيكون ممتاز عندما تسيطر عليهم ويقاتلون معك ستجدهم يتفاعلون فى القتال ويهاجمون أعدائك بكل قوة دون تدخل منك، ولكن في المسافات البعيدة سيكون عليك إعطاء الحيوانات أوامر بالهجوم على الأهداف بعد تحديدها.
