بداية حقبة جديدة لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في المملكة
واصلت المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها كمركز رائد لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية على الصعيد الدولي، وذلك مع إسدال الستار على النسخة الأولى من كأس العالم للرياضات الإلكترونية والتي تابعها 500 مليون مشاهد حول العالم، والنسخة الثانية من مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة. لتكتب بذلك قصة نجاح أخرى في استضافتها لكبرى الأحداث الرياضية العالمية، تمثّل بداية حقبة جديدة للقطاع المتنامي.
واختُتمت منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية بعد 8 أسابيع (3 يوليو – 25 أغسطس) شارك فيها أفضل الأندية واللاعبين على مستوى العالم، وتضمنت 22 بطولة في 21 لعبة شهيرة، مع مجموع جوائز بقيمة 60 مليون دولار، وهو ما يُعد الجائزة الأكبر في تاريخ قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية دوليًا.
وتوّج صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- الفريق السعودي فالكونز بلقب كأس العالم للرياضات الإلكترونية في نسخته الافتتاحية. ليدخل الصقور سجلاّت الرياضات الإلكترونية من أوسع أبوابها بتحقيقهم للقب أكبر حدث في تاريخ قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية دوليًا.
وناقشت النسخة الثانية من مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة سبل دمج الرياضات الإلكترونية والتقليدية بشكل مبتكر، لتقديم تجربة ترفيهية متكاملة تلبي تطلعات الجماهير. وأكد المؤتمر على أهمية هذا التكامل في تحفيز مختلف شرائح المجتمع وتعزيز النمو من خلال خلق فرص استثمارية وابتكارات متقدمة. وجمع المؤتمر أكثر من 60 متحدثاً عالمياً و200 رئيس تنفيذي من بين 1200 مشارك من قطاعات الألعاب والرياضات الإلكترونية والتكنولوجيا والرياضة والترفيه والأعمال والاستثمار، وذلك في فندق فورسيزونز الرياض في قلب العاصمة السعودية.
وبعد ختام كأس العالم للرياضات الإلكترونية ومؤتمر الرياضة العالمية الجديدة، قال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية: “يُمثّل كل من كأس العالم للرياضات الإلكترونية ومؤتمر الرياضة العالمية الجديدة بداية حقبة جديدة للألعاب والرياضات الإلكترونية، ليس فقط على مستوى المملكة العربية السعودية، بل على الصعيد العالمي. وفتح الحدثان التاريخيان آفاقاً واسعة لنمو قطاعي الرياضة والترفيه، ووضعا المملكة في صدارة الدول الرائدة في هذا المجال.”
وأضاف سموه: “التزام المملكة العربية السعودية تجاه قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية ثابت وقوي. وندرك أن أهمية هذا القطاع لا تقتصر على الترفيه فحسب، فهي قوة دافعة لنمو الاقتصاد وتعزيز التفاعل الاجتماعي والتبادل الثقافي. وتتمثل القوة الحقيقية لهذه الصناعة في الأفراد الذين يقودونها، من اللاعبين والمشجعين والناشرين والمطورين وصُنّاع القرار، باعتبارهم المحرك الرئيسي للابتكار والتطوير. بينما تستعد المملكة لاستضافة أول نسخة للألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية في عام 2025، نستذكر بفخر واعتزاز ما حصدناه من نجاحات هذا العام. ونتطلع إلى المستقبل بثقة كبيرة، ونؤمن بأن ما حققناه حتى الآن ليس سوى بداية لمسيرة حافلة بالإنجازات.”
وبدوره قال رالف رايشرت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية: “كان كأس العالم للرياضات الإلكترونية بمثابة منصة عالمية أبرزت مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة رائدة في مجال الرياضات الإلكترونية، وجذبت أنظار العالم إلى جهودها الطموحة في هذا القطاع. شكّل نجاح كأس العالم للرياضات الإلكترونية نقطة تحول في تاريخ الرياض، حيث أثبتت العاصمة أنها قادرة على استضافة أحداث عالمية بهذا الحجم والتنوع، مما يضعها في طليعة المدن التي تستشرف مستقبل الرياضة والترفيه الرقمي. وبفضل بيئة استثنائية جمعت بين التكنولوجيا المتطورة والتصميم المبتكر، حطمت الرياض الأرقام القياسية في عدد المشاهدين والمشاركين، مما رسخ مكانتها كمركز عالمي للرياضات الإلكترونية والتميز الرقمي”.
وأضاف:” قدمت استضافة المملكة للنسخة الثانية من مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة مثالاً آخر عن التزام المملكة بنهجها في تحقيق الريادة العالمية. وأظهرت الجلسة التي أقيمت في المؤتمر بمشاركة أسطورة الشطرنج وبطل العالم خمس مرات، ماغنوس كارلسون، مقدار الإمكانيات الهائلة التي ستنطوي على دمج الألعاب التقليدية مع الجانب الرقمي في المستقبل
أبرز الأرقام والإحصائيات لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2024:
إجمالي ساعات المشاهدة: أكثر من 250 مليون عبر جميع المنصات
أعلى ذروة مشاهدة متزامنة: 3.5 مليون في بطولة (League of Legends)
إجمالي المشاهدين: 500 مليون
التذاكر المباعة: أكثر من 175,000
زوار بوليفارد رياض سيتي: أكثر من 2 مليون
الأندية: أكثر من 200 نادي
عدد اللاعبين: أكثر من 1500 لاعب
مستقبل مشرق: وطموحات بلا حدود
صرّح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن سلطان قائلاً: “إن نجاح كأس العالم للرياضات الإلكترونية ومؤتمر الرياضة العالمية الجديدة ليس إلا البداية. طموحنا في أن نصبح مركزاً عالمياً للألعاب والرياضات الإلكترونية لا حدود له. وستكون مشاركة المملكة في الفعاليات على المستويين الإقليمي والدولي أكثر تأثيراً خلال السنوات القليلة المقبلة. وساهمت المبادرات والاستثمارات الاستراتيجية الأخيرة في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في إرساء منظومة ومجتمع ألعاب ينبض بالحياة، مع مزيد من الإمكانيات والفرص سواء في الوقت الحاضر أو المستقبل”.
وأضاف: “بفضل الدعم الكريم من قيادتنا الرشيدة، تشق المملكة العربية السعودية طريقها لتصبح الوجهة العالمية الأولى للألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030. ونسعى بشكل حقيقي لعقد شراكات مع منظمات وشركات الرياضات الإلكترونية الدولية والمؤثرين لتعزيز تبادل المعارف والخبرات وخلق حالة من التكامل العالمي”.
خطوة أولى لمستقبل مشرق
وتعليقًا على ما يحمله المستقبل لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في المملكة، قال سموه: “دوماً ما ننظر نحو المستقبل، وندرك أن الأفضل لم يأت بعد. ويثبت النجاح الذي تحقق بأننا على الطريق الصحيح. ونتطلع بالتعاون مع مختلف الشركاء والجهات المعنية إلى مواصلة الارتقاء بهذا القطاع وتطويره، ورسم ملامح مستقبله على المستوى العالمي”.
وأضاف: “أتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في نجاح كأس العالم للألعاب الإلكترونية ومؤتمر الرياضة العالمية الجديدة. تفانيكم وشغفكم هو ما وضع معاييراً جديدة لهذا القطاع، ونتطلع لحصد ثمار المستقبل معاً. ونؤكد التزامنا بالتعاون مع مختلف الأطراف لبناء مجتمع ألعاب مزدهر يجمعه شغف الألعاب والرياضات الإلكترونية.”