أخبار الرياضات الإلكترونية

الشرق الأوسط تربة خصبة لألعاب الرياضات الإلكترونية

ما الذي نعرفه عن الرياضات الإلكترونية بالشرق الأوسط ؟

عند الحديث عن خريطة ألعاب الرياضات الإلكترونية، فإن هناك بعض الأسماء التي تلمع في مخيلتنا مثل دول كبيرة داعمة لمثل هذا النوع من الرياضات مثل كوريا الجنوبية و الولايات المتحدة الأمريكية و السويد لألعاب تنافسية معروفة مثل كاونترستاريك و دوتا 2 و ليج أوف ليجندز.

مع إزدياد أرباح الصناعة والألعاب الجديدة المصممة خصيصاً لذلك، وتقديم المؤسسات لدورات ومنح للعب الاحترافي، أصبح من الواضح أن تلك الصناعة الجديدة قادمة وبقوة (مما يفسر ضرورة أن تضع دول الشرق الأوسط هذه الصناعة في عين الإعتبار).

منطقة جديدة كلياً:

 

وفقاً للإحصاءات فإن أرباح صناعة الألعاب في الشرق الأوسط في عام 2017 كانت ما يقارب ثلاثة مليار دولار، وأكبر الأسواق كانت تركيا، والسعودية، والإمارات.

منطقة الشرق الأوسط مازالت سوق جديد للرياضات الإلكترونية، وهناك الكثير من التوسع المحتمل لهذه الفكرة وزيادة الإقبال عليها في المنطة العربية ككل.

يقول سعيد شرف المدير التنفيذي لمؤسسة eSports Middle East :

الشرق الأوسط من أصغر الأسواق فيما يتعلق بالفئات العمرية، حيث أن 25% من تعداد السكان تتراوح أعمارهم بين 15-29 عا،. ولكن عوامل توزيع الثروة واختلاف الطبقات الاجتماعية قد قسم المنطقة إلى قسمين: الأولى بلاد الشام، ودول شمال إفريقيا، حيث يستخدم اللاعبون حواسيب ذات إمكانيات ضعيفة أو متوسطة، والقسم الثاني هو دول الخليج والسائد هناك استخدام أجهزة الكونسول، مما يقسم المنافسة إلى حد ما.

ذلك الفارق بين مستخدمي الحواسيب والكونسول حقيقي، ولكن الفارق الأكبر هو ندرة الدورات والبطولات لأجهزة الكونسول، أما بالنسبة للحواسيب فإن الأمر مختلف تماماً فالدورات والبطولات متعددة على مدار العام.

التكيف مع رياضة المستقبل:

تواجه الحكومات الكثير من النقد فيما يتعلق بالاستجابة لمطالب الشباب، ولكن الأمو تبدو واعدة لفكرة الرياضات الإلكترونية. فعلى سبيل المثال لدى المملكة السعودية تمثيل حكومي رسمي تحت مسمى اتحاد الرياضات الإلكترونية والذهنية لألعاب الفيديو ولمسابقاتها المحلية والعالمية.

أما بالنسبة لباقي دول الشرق الأوسط فأصبح هناك قبول واضح للرياضات الإلكترونية مقارنة بذي قبل ، ومنها السورية للرياضات الالكترونية.

حكومات الدول العربية بدأت في الاعتراف بالرياضات الإلكترونية عبر مؤسسات مستقلة في مصر وتونس والإمارات والسعودية، مع مساعدة وسائل الإعلام في نشر تلك الثقافة الجديدة. وأكمل سعيد شرف:

هناك ما يقرب من 80 مليون لاعب يتحدثون نفس اللغة ويتشاركون نفس الثقافة، مما يجعل الشرق الأوسط واحد من أهم وأكبر مناطق جذب هذه الرياضة

 

التحديات المحيطة والعراقيل:

هناك العديد من العقبات في طريق الانتشار الواسع للرياضات الإلكترونية في المنطقة العربية. أكبر عقبة هي النظر إلى الألعاب على أنها عديمة الجدوى وغير مجزية ومضيعة للوقت، كما أنها تعتبر رفاهية مكلفة في بعض البلاد العربية، ولا تحظى بالجدية والاهتمام الكافي.

أضاف حسام السلطي، عضو جمعية السورية للرياضات الالكترونية المُكَونة حديثاً:
” إنَّ من أكبر التحديات التي تواجه ألعاب eSports هي الفكرة الخاطئة لدى العامة حول الألعاب في المجمل. حيث أن المعظم يصنفها بأنها موجهة إلى الأطفال، على الرغم من أن معظم اللاعبين المحترفين أعمارهم تتجاوز الثمانية عشر عاماً، ولديهم عقلية تتشابه مع عقلية لاعبي الشطرنج المحترفين أو أي لاعبين محترفين أخرين”.

هناك أيضاً مصدر قلق كبير ألا وهو عدم ضمان الاستقرار المالي بالنسبة للاعبين المحترفين في المنطقة. لذلك فإن مسؤولية دعم تلك الرياضة تقع على عاتق المؤسسات المنظمة للبطولات والشركات الراعية. مثال على ذلك: زيادة عدد البطولات وزيادة عدد الفرق المشاركة يساعد على تحقيق ذلك الاستقرار المالي.

وأكمل السلطي” ليس من السهل التغلب على تلك العقبات (والكثير غيرها) بالسرعة التي نأملها، ولكن المستقبل يستحق الانتظار. إنه ماراثون طويل ويجب علينا المشاركة به من أجل نشر تلك الصناعة الجديدة بين العامة، وبفضل تشجيع المسؤولين وتشكيل الكثير من الفرق المحترفة، فإنه بالإمكان رؤية الصورة المرغوبة تتشكل أمامنا”.

إمكانات لا حصر لها:

المجهودات المبذولة لن تذهب سدى وإمكانية إقامة بطولات عالمية في المنطقة ليس مستحيل، وقد رأينا بداية مشرقة لذلك في التصفيات الخاصة بدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي أقامتها مؤسسة “ESME” العام الماضي.

حيث أُتيحت الفرصة للاعبين من مختلف الدول العربية لإظهار مهارتهم في حدث عملاق. إنه سوق واعد حسب قول الكثير من المحللين، والفوائد السياحية المحتملة قد تجعل الحكومات مهتمة مثلما حدث مع حكومة الإمارات وخطتها لأن تصبح عاصمة eSports وقد بدأت في بناء استاد ضخم مخصص لبطولات ألعاب الفيديو التنافسية.

بطولة Alisport’s WESG قد شهدت ازدياداً كبيراً في عدد المشاركين من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد عقب Jason Fung المدير مؤسسة “WESG” بأن المشهد الشعبي قوي هذا العام، ونود الاستثمار أكثر في المنطقة.

الشرق الأوسط يمتلك لاعبين أقوياء جداً، فمثلاً اثنان من أفضل لاعبي دوتا 2 في تاريخ بطولات T17 هما “Miracle” و”GH” من أصول عربية.

أولئك اللاعبون قد أمضوا الكثير من الساعات في مقاهي الإنترنت يتنافسون مع أصدقائهم من أجل شحذ مهاراتهم، وعندما أتيحت لهم الفرصة لكي يتنافسوا في بطولات عالمية فإن جميع الفرق قد ذهلت من روعة أدائهم، وإن تلقى أولئك اللاعبون الدعم المناسب فإننا سنكون أمام فريق لا يقهر. هناك العديد من اللاعبين الماهرين لم يتم اكتشافهم بعد، وبإعطائهم الفرصة المناسبة فسوف يكشفون عن تلك المهارات.

إلى أين يتجه الشرق الأوسط؟

الرياضات الإلكترونية تتجه بخطى ثابتة نحو أن تصبح لعبة أوليمبية، ومن أجل أن تصبح ذلك فإن المجتمع الأوليمبي يتطلب أن تكون اللعبة أكثر تنظيماً وتدار من قبل منظمة واحدة ذات قواعد محددة، وحقوق وواجبات يتم ممارستها من قبل تلك المنظمة واللاعبون، والشركات الناشرة.

الرياضات الإلكترونية ذات انتشار كبير وتتم مشاهدتها بالملايين ومثال ذلك بطولة ليج اوف ليجندز والتي تم مشاهدتها من قبل 60 مليون شخص.

يقول Vlad Panchenko المدير التنفيذي ومؤسس DMarket:

إنَّ دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوق واعد لمجال الرياضات الإلكترونية وخاصة الشرق الأوسط، فوفقاً للأبحاث والتحليلات المختلفة فإن القيمة السوقية للمنطقة تتراوح بين مليار ومليار ونصف دولار، وقد تنمو إلى خمسة مليار دولار خلال الخمس سنوات القادمة، وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الأرقام قليلة مقارنة بالأسواق والمناطق الأخرى.

الرياضات الإلكترونية تعتمد اعتماد كلي على المال، ونحن نبحث عن طرق جديدة لإدرار الأموال على الفرق واللاعبين، وعقود الرعاية، وحقوق البث، إلخ. هذا سوف يسرع من وتيرة النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

نأمل في ان نرى خطوات بناء أكثر تجاه مستقبل مشرق لمجال الرياضات الإلكترونية في المنطقة، وأتطلع إلى رؤية المزيد من الجهود الحكومية من أجل جعل الحلم المنتظر حقيقة.

اظهر المزيد

Rami Al Aich

محب للألعاب الفيديو وبالتحديد ألعاب FPS ، أحب التكنولوجيا وخاصة بما يتعلق بـالحواسيب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى