مقابلاتأخبار الرياضات الإلكترونية

مقابلة مع Danah: محترفة VALORANT القطرية التي وصلت للعالمية

لطالما كانت اللاعبات الفتيات جزءاً لا يتجزأ من مجتمع ألعاب الفيديو، وعلى الرغم من تفضيلهن التواري عن الأنظار عادة لتجنب المضايقات في الألعاب الجماعية، إلا أن المزيد والمزيد من اللاعبات الإناث بدأن بقيادة الطريق أمام زميلاتهن وإثبات أحقية تواجدهن في الصفوف الأمامية من منافسات عالم ألعاب الفيديو والرياضات الإلكترونية

—–

إحدى تلك اللاعبات هي “Danah”، والتي تمكنت بمستواها العالي من تحقيق ما عجز عنه الكثيرون. كانت لنا الفرصة بإجراء هذه المقابلة الصغيرة مع اللاعبة القطرية المميزة، وهذا ما كان لديها لتشاركه معنا:

بداية نرحب بكِ آنسة دانة! هل يمكنك تعريف متابعينا عن نفسك في سطور؟

مهندسة تعمل في غير مجالها دوام كامل! لاعبة منتخب قطر لكرة الطائرة سابقاً، وحالياً كابتن وقائدة محترفة لمنظمة Alliance  الأوروبية للعبة VALORANT. وأعتقد أن ما يميز شخصيتي هي العزيمة والإصرار.

قمتِ بالانضمام مؤخراً لفريق Alliance العالمي في خطوة ربما كانت الأكبر في مسيرتكِ حتى الآن. هل يمكنكِ الحديث قليلاً عن الأمر وكيف وقعت عملية الاختيار؟

في البداية لم يكن هنالك تخطيط أو حتى وجود فكرة الانضمام لأي منظمة. ولكن مع استمراري في اللعب وإصراري في التحسن قمت بوضع هدف من خلاله يستطيع فريقي الذي شارك ومازال يشارك في أي بطولة أوروبية كسر حواجز الخسارة. وكان الهدف هو الانضمام لمنظمات تهدف لمساعدة ودعم الفريق.

بعد أول بطولة رسمية من RIOT بمسمى VCT Game Changers Series 1، غادرت لاعبتان من الفريق وذلك لأسبابهم الشخصية. وأصبحت مهمة البحث عن منظمة صعبة وذلك نظراً لهذه التغييرات المفاجأة ولقلة الأيام التي تبعدنا عن البطولات الرسمية الأخرى القادمة، ولكن ليست مستحيلة بالنسبة لدي. كوني قائدة الفريق داخل وخارج اللعبة وجب تحديد اجتماع مع فريقي وإخبارهم بأنني سوف استمر في ممارسة اللعب باحترافية حتى مع هذه التغييرات المفاجأة ولابد أيضاً منا جميعاً بالاستمرار معاً والبقاء للمنافسة.

بعد بقاءهم معي كانت الخطوة التي تليها هي اختيار لاعبات من المجتمع الأوربي للانضمام للفريق. وبعد الاختيار السريع قمنا بالمشاركة في النسخة الثانية من البطولة الرسمية من RIOT بمسمى VCT Game Changers Series 2 وحتى مع حدوث هذه التغييرات المفاجأة لقد انتصرنا على العديد من الفرق المعروفة مثل “Guild esports” و “Vodafone Giants”.

انتهت البطولة وقمنا بإحراز المركز الرابع وكنا بذلك الفريق الوحيد دون منظمة ترعاه وتسانده وسط الفرق العملاقة المكتسحة للساحة التنافسية. وفي ذلك الوقت تواصل معي شخص بمسمى “team scouter” يحدثني عن منظمة مهتمة في توقيع عقود احترافية مع الفريق كلاعبات محترفات في لعبة VALORANT ولكن لم يخبرني باسم هذه المنظمة. وأخبرني أنه قد لفت انتباه هذه المنظمة إصرار الفريق بالاستمرار والمنافسة حتى مع حدوث تغييرات وأيضاً إحراز نفس المراكز السابقة، ولكن الشرط الأساسي كان أنه يجب على الفريق إثبات جدارته في آخر نسخة من هذه البطولة وتحقيق مركز مساوي للمراكز المحرزة سابقاً أو أعلى.

وبالفعل بعد قيامنا بالفوز على أقوى فريق في البطولة من منظمة “G2 Esports” قد قمنا بإثبات أنه حتى مع التغييرات المفاجأة والاختيار السريع للاعبات وأيضاً قصر الفترة الزمنية بين البطولات، قد استطعنا الفوز على أكثر من فريق محترف تحت منظمات عالمية وأيضاً منها “RIX.GG”. وبعد ذلك تم التواصل الشخصي معي من قبل منظمة Alliance وطلبوا مني تزويدهم بمعلومات عن فريقي وعن نفسي. وبحمد الله تم اختيارنا وتوقيع عقود مع لاعبات الفريق.

لربما مايزال البعض ينظر إلى الجانب الأنثوي كالأقل مهارة، إلا أننا رأينا في أمثلة عديدة سابقاً بأن ذلك ليس صحيحاً طوال الوقت. ما هي وجهة نظرك في هذا الموضوع؟ وهل توجد حقاً أفضلية لجنس دون آخر؟

العقول المتعلمة والمثقفة تعلم أنه لا صلة بالمهارة والجنس في عالم الرياضات الإلكترونية وبجميع الرياضات التي لا يكون التنافس فيها جسدي. فالرياضات الإلكترونية ليس لها أية صلة بفسيولوجيا الإنسان، والتشبيه الصحيح للرباضات الإلكترونية هي رياضة الشطرنج. كونها رياضة تستخدم العقل وليس الجسد. ويوجد سبب بديهي لوجود فرق في مستوى المهارة بين الجنسين، والسبب هو سعة الساحة لكل من الجنسين. فكلما زادت الأعداد، كثرت الفرص لخروج لاعبات محترفات بمستوى ومهارة عالية. وإذا رجعنا لتاريخ الرياضات الإلكترونية لوجدنا أنه تأخر الوقت على النساء بالسماح لهم بالمشاركة عكس الرجال، كما يعد هذا من الأسباب الرئيسية الاخرى لوجود فرق.

ما هو عدد ساعات تدريبكِ يومياً؟ هل يمكنكِ إطلاعنا على روتين “دانة” اليومي للبقاء في أفضل حالة ممكنة؟

أبذل كل ما بوسعي لكي أوازن بين عملي في النهار والتدريب أثناء المساء وإذا أمكنني الوقت من الذهاب إلى الصالة الرياضية فيكن فوراً بعد انتهاء ساعات العمل النهاري. فأستيقظ يومياً الساعة ص6:15 ثم أخرج للعمل حتى الساعة م2:00 بعد الظهيرة. ثم أذهب فوراً إلى ممارسة الرياضة وحمل الأثقال في الصالة الرياضية حتى الساعة 4:00م وذلك لأنني أؤمن بشدة أن العقل السليم في الجسم السليم وامتلاك جسدك حقاً عليك. وتمرين الفريق عادة ما يكون من الساعة 6:00م حتى الساعة 11:00م. ولكن أثناء البطولات لا أذهب للصالة الرياضية.

ما هو موقف عائلتك من اتجاهكِ الحالي؟ وهل هناك نصائح تودين تقديمها لتسهيل عملية تقبل الآباء لمجال الرياضات الإلكترونية؟

للأسف الموقف لم يكن تحفيزي في البداية ولم أدخل هذا العالم من المنافسات الجادة والحماس حتى عام 2019. فلم أُسمح بالحصول على جهاز الحاسوب وذلك لشرط إكمال دراساتي والتركيز فيها ثم التخرج بشهادة بكالوريوس هندسة. ولكن أثناء دراستي في جامعة قطر قمت بشراء حاسب محمول صُنع لغرض اللعب. وحتى أنني أقنعت والداي بأنني اشتريته للبرامج الضخمة في تخصص الهندسة في حين قمت بتنزيل بعض الألعاب فيه من ضمنها League of Legends و CounterStrike:Global Offensive.

ثم تعرفت على مجال الرياضات الإلكترونية في أواخر عام 2018 أثناء لعبي. فمرت الأيام وأول جهاز حاسوب لدي كان إهداء من والدتي بعد التخرج فهي أول من يساندني في حياتي وفي كل قراراتي وبعد انضمامي لعائلة Alliance كانت فرحة لهذا الإنجاز حتى مع قلة علمها عن هذا المجال إلا أنها تقدر المجهودات التي بذلتها وتؤمن بأنني استحق هذا الإنجاز لعملي وإصراري للنجاح. وأخي أيضاً كان يسمح لي باللعب على جهازه والتدرب لبطولات CS:GO المحلية في عامي 2019-2020. وكونه لاعب Dota2 فهو من معجبي منظمة Alliance وكان فرح أيضاً لهذا الإنجاز.

لا شك بوجود العديد من التحديات أمامك كلاعبة أنثى في المنطقة العربية، فما هي بعض تلك الصعوبات؟ وكيف تمكنتِ من التغلب عليها؟

أثبتت العديد من الدراسات أن الفتيات هم الأكثر تضرراً من ممارسة الألعاب وسط البيئة التي يغلبها تواجد الذكور. صدقاً واجهت صعوبات في تفهم أفعال بعض من الأشخاص في مجتمعنا العربي وللأسف أفعال مؤذية سامة محبطة مصطحبة بعبارات قبيحة. لم أفهم هذه الشخصيات حتى يومنا هذا. ولكن لم أعد اتأثر من هذه الأفعال كما كنت سابقاً. بل أحاول الإصلاح أينما كنت، ولكن المشاكل في عالم الرياضات الالكترونية العربي جذرية. وبالنسبة لي هذه كانت أكبر التحديات حيث إنها تجبرني على تجنب اللعب خوفاً من خوض تجارب مثيلة، ولكني دائماً ما كنت أعود للعب وقضاء وقتي على جهاز الحاسوب لاشتياقي لشعور المنافسة.

ما هي بعض النواحي التي تتمنين رؤية تحسُنها في المنطقة العربية لمساعدة اللاعبات الفتيات على التألق؟

كما أجبت عن السؤال السابق. التوقف عن هذه الأفعال والأقوال ضد الفتيات مهما كانت المستويات هو الحل. والحل الأمثل من ذلك تشجيع وتحفيز المجتمع للفتيات بإشراكهن ببطولات محلية ودولية وعالمية. والتركيز على الفتيات ذوات القدرات والمستويات العالية وذلك لحصول نتائج تنافسية منهن.

هناك الكثير من اللاعبات اللواتي تحتجن لكلمات تشجيعية تحثهن على حذو خطاكِ، فما هي بعض النصائح التي تتوجهين بها إليهن؟ وكيف يمكنهن بدء مسيرة الاحتراف؟

عندما أخوض أي تجربة أحاول بذل قدر المستطاع في جعلها تجربة ناجحة فريدة من نوعها مليئة بالذكريات الشيقة الحسنة. وكما أنني من أشد من يؤمن بمقولة “من زرع حصد” لذا أنصح وبشدة وضعها نصب العين والعمل والسعي والاجتهاد لتحقيق الأهداف. الطريق للاحترافية يتطلب ذلك وكما يتطلب أيضاً روح التنافس وروح الفريق. بالنسبة لي تعلمت ذلك من تجربتي كلاعبة كرة طائرة منذ صغري. لذا أُدرك مدى أهمية العمل كفريق واتذكر أنه بالفعل اليد الواحدة لا تصفق، ولكنها تكتب وترسم وتزرع وتحرث لذا إذا لم تجدِ اليد الأخرى ثقي بنفسكِ، فانطلقي واكتبيِ كتابك بمفردك.

ما هو التالي في مسيرتك؟ هل هناك بطولات وأحداث قادمة تتطلعين إليها؟ وما هو طموحكِ الأكبر؟

أتطلع حالياً للمشاركة مع فريقي في بطولات رسمية مثل VCT Game Changers #2 و #3 سواءً فقط للفتيات أو غير ذلك وكما أنه هنالك بطولات موعودة من جهات رسمة للفتيات فقط. طموحي الأكبر هو الوصول للمجد. ألعب فقط من أجل تحقيق ذلك. كما أنني اشتقت لشعور الفوز والفرح حتى الدمع وعض الميدالية الذهبية على منصة الفائزين.

كلمة أخيرة تودين توجيهها لمتابعينا الأعزاء؟ وأين يمكنهم متابعتك؟

أود شكر Esports Middle East على هذه الاستضافة والفرصة الجميلة وبالفعل مجتمعنا بحاجة لمنظمات مشابهة تحب تشجيع الغير وفعل الخير فضلاً وتفضلاً. وشكراً لتسليط الضوء على هذه الأمور في مجتمعنا وعلى إعطائي فرصة لمشاركة تجربتي مع الغير، كما أني أتمنى أنني أفدت كل من قرأ هذا الجزء الصغير من كفاحي المتواضع. يمكنكم متابعتي من خلال مواقعي للتواصل الاجتماعي وقناتي على منصة البث توتش:

شكراً جزيلاً لكِ على وقتك ونتمنى لك المزيد من النجاحات المشرفة على الساحتين العربية والعالمية!

شكراً لكم!

اظهر المزيد

Sam Edge

لاعب شغوف يحب تجربة كافة أنواع الألعاب ومتابع لأخبارها ونواحيها المختلفة. ليست لديه أدنى مشكلة في العودة للعب بعض الألعاب الكلاسيكية القديمة بين الحين والآخر كونه مايزال يظن بأن ذلك كان العصر الذهبي للألعاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى